سبحان الله العلي القدير، الإنسان منذ خلقه الله وقبض قبضته الألوهية من ظهرآدم ونشر البشر وبعلمه المسبق عز في علاه عن أهل الجنة «جعلنا الله منهم وأهلينا « وضعهم على يمين سيدنا آدم عليه السلام ووضع أهل النار على يسار سيدنا آدم عليه السلام « نعوذ بالله أن نكون منهم وأهلينا . وبحكمة الله وقدرته لم ولن يجعل لأحد منهم الفناء بل يتنقلون في مراحل حياة مختلفة أولها في ظهورالآباء وهي مرحلة السكون ومن ثم في أرحام الأمهات يُخلق الجسد الفاني ويخرجون مواليد الى الحياة الدنيا وفيها الموت وبعد ذلك الحياة البرزخية ومنهم بأجسادهم يبقون كالأنبياء ومنهم من تُبلى الأجساد فيها ولا علم لنا بها الا كما ورد في الأحاديث الصحاح عن النبي المختار صلى الله عليه وسلم وبعدها بمشيئة الله تكون النفخة في الصور التي يموت فيها الخلق جميعهم ثم نفخة إحياء الموتى وتكوين الأجساد النهائية التى لا تفنى ويكون يوم الحساب الذي يشفع فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم عند الرحمن عز في علاه للبدء في الحساب،ويهاب ذلك اليوم ولا يقدم على الشفاعة بشر أو ملَك مقرب بما فيهم الأنبياء عليهم السلام ولا يتجرأ أحد الا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم الذي أعطي كرامة الشفاعة الكبرى والصغرى، وبعدها المصير المحتوم إما جنة جعلنا الله من اهلها وإما نار «وقانا الله منها»، ففيها عذاب مؤقت للمذنبين وفيها خلود للكفرة العتاة .ولقد منَّ الله علينا «أدام علينا منته» بأن نكون من اتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن أمته « اللهم ثبتنا على دينه «ولولا أن وُلد وبُعث صلوات ربي عليه وسلامه لما شع نور الإسلام ولما كان هناك سراج منير ولا طوق نجاة من الكفر والنار ،فالحمد لله الذي أذن بمولده وبعثه صلوات ربي عليه وسلامه. ويحق لنا ولكل مسلم الفرحُ والسرور والبهجة وتدارس سيرته يوم مولده وفي كل يوم من ربيع الأنوار وعلى مدار العام ونتقرب بذلك الى الله، وأعظم قربة وفرح بمولده صلى الله عليه وسلم صيام كل اثنين من كل أسبوع. فاذا كان حال البشر يتنقلون من مراحل حياة الى مراحل أخرى ولا يكتب لهم الفناء ويُكرّم فيها الشهداء والأنبياء، فهل فني أكرم وأحب مخلوق على الله ؟ .»ولقد يئس الكفار من أهل القبور لعدم إيمانهم لا بالحياة البرزخية ولا البعث» كلا وألف كلا إنما هو حبيب الله ورسوله وصاحب اللواء والمقام المحمود بأمر الله سبحانه وتعالى وحبيبنا ورسولنا وشفيعنا يعيش حياة برزخية تليق بمقامه وعظمته وكرامته على الخالق حتى أنه يرد السلام على أهل الدنيا ومن الروحانية استشعار رده خاصة لمن يقف على القبر الشريف ويسلم عليه صلوات ربي وسلامه عليه وجمعنا الله به أحياء وأمواتاً ومبعوثين وفي جنة النعيم وسقانا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبداً وتكون طريقاً الى جنة النعيم . صلى عليك الإله الكريم يا أكرم وأطهر وأنقى مخلوق . والغريب أن هناك من يستكثر قول «سيدنا» محمد صلى الله عليه وسلم بل يمنع ذلك من على المنابر متعللاً بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :« لا تطروني كما طرت النصارى المسيح ابن مريم» ،والمعنى الصحيح أن الاطراء مباح دون إطراء النصارى للمسيح عليه السلام وهو التأليه له ،ولنا ما نشاء دون ذلك بل مأجورون، وإذا النبي المصطفى قال «أنا سيد ولد آدم» فهو لا يحتاج منا التسييد بل هو أدب ممن أراد الادب مع الله عز وجل ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، ومأجور بإذن الله من قال ذلك . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.