أكد معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير أن المملكة وفرنسا تربطها علاقة ممتدة منذ أكثر من 100 سنة, مشيراً إلى تطابق الروئ فيما يتعلق بالتحديات في المنطقة، سواءً ما يختص بالقضية الفلسطينة أو لبنانوسوريا والعراق واليمن وتدخلات إيران في شؤون المنطقة, أو فيما يتعلق بمواجة الإرهاب والتطرف، إضافة إلى رغبة البلديين رفع مستوى هذه العلاقات وتكثيفها في كل المجالات . جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده معاليه مع نظيره معالي وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في مقر الوزارة بالرياض اليوم، حيث رحب في مستهل المؤتمر بنظيره الفرنسي الذي يزور المملكة حالياً . ولفت وزير الخارجية الجبير النظر إلى اجتماع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود , بالإضافة إلى اجتماع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله - مع وزير الخارجية الفرنسي، التي وصفها بالإيجابية والبناءة, وتعكس مكانه العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلديين الصديقين، مشيرا إلى مباحثاته مع نظيره الفرنسي بمقر الوزارة وما نتج عنها من توافق الرؤى في القضايا المتعلقة بالمنطقة . وفيما يتعلق برئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، أوضح معالي وزير الخارجية الفرنسي أنه سيلتقي الحريري في وقت لاحق اليوم، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجه دعوةً للحريري لزيارة فرنسا . من جهته أوضح معالي وزير الخارجية الجبير أن الحريري يعيش في المملكة بإرادته، وقال إن عودة الحريري للبنان ستكون برغبته وحسب تقيمه للأوضاع الأمنية هناك . وحول دعوة المعارضة السورية للاجتماع في المملكة، أوضح معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير أن الاجتماع جرى تحديده خلال الفترة من 22 إلى 24 نوفمبر الجاري بهدف التقريب بين أطرافها ومنصاتها لتخرج برؤية موحدة فيما يتعلق بالمفاوضات، وتطبيق إعلان جنيف 1، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254، ليستطيع المبعوث الأممي ديمستورا استئناف المفاوضات في جنيف وهو ما نسعى إليه، مشيراً إلى أن الدعوات جاري الآن تقديمها للأشقاء السوريين، معرباً عن أمله أن تحقق المعارضة توحيد الصف حسب الرؤية التي يريدونها لبلادهم والاتفاق على الخطوات القادمة. وبشأن وقف الهجمات على سوريا أكد وزير الخارجية الفرنسي أهمية التحضير لحل سياسي في سوريا يحترم السلامة لكامل الأراضي السورية، ويحترم مختلف مكونات الشعب السوري وجميع الطوائف . وحول اتهامات المملكة باحتجاز رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، أكد الجبير أن هذه الاتهامات باطلة وغير صحيحة ولا تمت للحقيقة بصلة، مبيناً أن الرئيس الحريري مواطن سعودي كما هو مواطن لبناني، ويزور المملكة ويعيش فيها بإرادته، ويستطيع أن يغادر متى ما أراد . وحول الأزمة اللبنانية الحالية، أكد معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير أن أساس الأزمة في لبنان هو حزب الله، حيث اختطف هذا الحزب النظام اللبناني، وحاول أن يفرض سلطته ونفوذه على لبنان، ويعرقل العملية السياسية فيها، مشيراً إلى أن الحزب أداة في يد الحرس الثوري الإيراني، وتستخدمه في بسط نفوذها، كما يستخدم هذا الحزب في أعمال الشغب في البحرين، مشيراً إلى أنه إذا استطاعت لبنان أن تحجم دور حزب الله ستكون بإذن الله بخير، لكن إذا استمر على هذا النهج فسيستمر عدم الاستقرار ويجعل الوضع خطر في لبنان . وأكد معاليه أن هناك إجماع في العالم على أن حزب الله يجب أن يتعامل معه بوسيلة أو بأخرى، كما أن هناك إجماع أو شبه إجماع أن حزب الله منظمة إرهابية من الطراز الأول، ويجب عليه أن يحترم القوانين وسيادة لبنان واتفاقية الطائف وعليه أن ينزع السلاح.