عندما يرحل عنا إنسان فإن الحزن عليه يتضاءل مع مرور الوقت! ثم يوضع في الركن المنسي، أما من يسكنون أعماقنا فلا ننساهم مهما حاولنا ويفرضون وجودهم وكأنهم يذكروننا بهم في كل وقت، بل نستدعي حضورهم في مناسبات الرحيل، التي تمر بنا في حياتنا. دومًا كانت علاقتنا يسودها الود وكانت تميل للصداقة، أذكر أنني كنت في كل مرة نجلس معًا ونتدارس الرأي حول أي موضوع أو قرار ننتهي بالتفاهم.. مازلت لا أعرف لماذا يُلح عليّ الخاطر للكتابة عنك؟! مع العلم أن آخر ما كتبته كان عنك. الحب الذي يجري في العروق مع الدم والحنين والاشتياق يشدني إليك ويجعلني أردد (اشتقت إليك يا أبي) وأنا سعيدة بهذا الاشتياق الذي يعذبني! بعدك كل شيء اختلف وتفرقنا أجسادًا ولكن مازلنا نلتقي ونستعيد ذكرياتنا الجميلة. آه لو أن الحب والحنين والشوق نملك جهازًا نتحكم به لكي نكبحه أو نلغيه! أصعب ما في الحياة أن ننادي ولا من مجيب! منك تعلمنا أبجديات الحياة جميعها ومنك عرفنا أن لكل شيء زمن ومذاق ولكل شيء قيمة.. دائمًا كنت تردد «ضع نفسك مكان الآخر حين يطلب منا أحدهم أي خدمة» بل أن نتعامل مع كل طارئ بطريقة مختلفة وأسلوب يختص به، مازلنا نحتاج ونتذكر ونتذاكر الكثير من المواقف، أعتقد أن الحب الكبير حين يلفك ويحتويك يغنيك عما سواه. رحم الله موتانا وموتى المسلمين أجمعين اللهم آمين.. * وقفة: حين نفقد والدينا نشعر بالضياع.