منذ بداية قطع العلاقات مع حكومة قطر وحتى اليوم ما زال تنظيم الحمدين مدهوشا من صفعة وحيدة لم يكن يتوقعها بالذات، بل إن لها أثرا كبيرا حين جعلته يزبد ويرعد وهذا ما شاهدناه من خلال الإجراءات التي اتخذها ضد شعبه، تلك الضربة لم يتوقعها التنظيم أن تكون بتلك الحدة، وأعني أن يشاهد تلك الطيور الزرقاء وهي تحوم فوق جزيرته من سياسيين وكتاب ومثقفين وشعوب وقادات رأي في العالمين العربي والإسلامي، حينها كان التنظيم يتوقع بل ويمني نفسه بأن له أحبابا ومتابعين سينصرونه وهذا ما يروج له كثير من مستشاريه الذين خططوا وتغلغلوا في الخريف العربي وشكلوا خلايا كثيرة ابتداء من تونس مرورا بليبيا ومصر وحتى اليمن وسوريا ثم نزولا عند الجيران هنا في الخليج العربي. لنعود للخلف قليلا.. زرعت شبكة الجزيرة منذ انطلاقتها في عام 1996 مجموعة من المراسلين في بلدان عربية وإسلامية عدة وأغلبهم مرتزقة حيث يقومون بدور استخباراتي لا إعلامي وهذا ما كشفته عدة دول على فترات طويلة سابقة، وقد حظيت تلك القناة بمباركة إسرائيلية علنية ودعم لوجستي لها، وهذا كله مثبت وبإمكانكم البحث عنه في الكثير من المواقع الموثوقة. لم يكتف تنظيم الحمدين بذلك بل أنشأ عشرات الشبكات الإعلامية بأموال ضخمة وترك تصرفها تحت إدارة مستشارهم ومفكرهم الإسرائيلي عزمي بشارة، محاولة منهم لأخذ زمام الأمور والسيطرة على الرأي العام في العالم العربي. لم يقف التنظيم عند هذا الحد بل بدأ حمد بن خليفة بدعم تلك المنظمات الغربية والتي تسمي نفسها بحقوق الإنسان لصنع تقارير ابتزازية للمملكة ومصر تحديدا وبدأ يتحرك هناك ليفتش في مقاهي لندن وباريس عن كل الهاربين والمقاولين والممانعين ليجمعهم ويفتح لهم المنابر لتوجيه سمومهم تجاه المملكة وكل من يعارض مشروعهم الهدام. ولكن.. رواد الجزيرة وعلى مدى تلك السنوات غفلوا عن حصانة الشعب السعودي، وفي لحظة حزم مفاجئة لم يتوقعها الكثيرون صُدم التنظيم ومستشاريه من الوعي الشعبي السعودي تجاه تلك المشروعات والأحلام، حتى أن من طرائف الإعلام القطري والذي يتصدره إعلاميون من جنسيات عربية متفرقة هاربين من أوطانهم قالوا إن الشعب السعودي الذي يدافع عن قادته ووطنه شعب مرتزق. عجبي!! لذلك.. نشكر الله على نعمة «تويتر» ذلك الطائر الحر الذي جعل من تنظيم الحمدين يرتعب وهو يرى كمية الوعي لدى المجتمعات العربية بفضل الله ثم أقلام الأبطال السعوديين وهم يدكون آخر معاقل الإرهاب والتطرف والغدر بتغريداتهم التي أصابت كل من في قلبه مرض، لذلك لن ننسى ذلك الطائر الأزرق الحر حين حام لوهلة على جزيرتهم الجرداء وقض بها مضاجعهم.