في بيان جديد لقيادة الحرس الثوري الإيراني تأكيد على ما تسعى إليه إيران من برنامجها النووي والصاروخي وهوالهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وتهديد جيرانها العرب. وقد نقلت وكالة «تسنيم للأنباء» عن قيادة الحرس الثوري-وهي بالمناسبة وكالة قريبة من تلك القيادة- بياناً يقولون فيه نصاً وبلا مواربة أو تعمية: «برنامج الصواريخ الباليستية سيتوسع وسيستمر بسرعة أكبر رداً على الأسلوب العدائي لترامب تجاه المنظمة الثورية».. وأكد البيان على «عزمهم- أي الحرس الثوري- وإصرارهم في الصراع الشرس مع نظام الهيمنة واستمرارهم في تطوير قدرات الدفاع الصاروخي للبلاد».. مقدِّرين «الوحدة الوطنية وتوافق فصائل الشعب في دعمهم الواسع للحرس الثوري ودعم مختلف قطاعات الشعب داخل إيران وخارجها». وأكد البيان على تعزيز قدرات إيران ووجودها بقوة في المنطقة. البيان الإيراني للحرس الثوري ردٌّ على إستراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة في التعامل مع إيران وعزمه وضع الحرس الثوري ضمن قائمة الإرهاب كمنظمة إرهابية، وهو ما أثار فزع قيادة الحرس الثوري لأن ذلك يعني عقوبات غربية جديدة تحدُّ من قدراته وتمنعه من تحقيق أحلامه التوسعية في التواجد في أماكن عدة من منطقة الشرق الأوسط كما هو حاله الآن في العراق وسوريا ولبنان واليمن والخليج العربي. برنامج إيران للصواريخ الباليستية ليس تهديداً لأمريكا كما يدَّعي بيان الحرس الثوري، فالأراضي الأمريكية تبعد عشرات الآلاف من الكيلومترات عن الأراضي الإيرانية ،وهو ليس موجهاً ضد الهيمنة الأمريكية كما يدَّعي البيان ،فهذه كليشة تعودناها في المنطقة لكل الأنظمة التي تسمي نفسها «ثورية» ،ولم نرَ منها أبداً ما يشكل عائقاً أمام النفوذ الأمريكي على الإطلاق. والثابت وبالشواهد والأدلة وكما في ثنايا بيان الحرس الثوري فإن برنامج إيران للصواريخ الباليستية موجَّه ضد جيرانها من الدول العربية وتحديداً دول الخليج العربي العربية وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية التي تقف بكل قوة أمام التمدد الفارسي في المنطقة. نائب قائد الحرس الثوري العميد حسين سلامي كان قد صرَّح في أوقات سابقة بأن: «إيران أصبحت من الدول القليلة التي تمتلك تقنية الصواريخ الباليستية القادرة على ضرب الأهداف المتحركة.. إن قوات الحرس الثوري حققت نجاحات في مجال صنع الطائرات المُسيَّرة عن بعد والحرب الإليكترونية والصواريخ الباليستية». ولكن ولأن إيران تنتهج على الدوام أساليب المراوغة والمماطلة و «التقية» للتملص من أي عقوبات عالمية فإنها وقادتها وبمقابل تصريحات صريحة كما في بيان الحرس الثوري تحاول إبعاد تهمة تهديد جيرانها أو سعيها للهيمنة على المنطقة كما في تصريح السفير الإيراني في الأممالمتحدة غلام علي خوشرو أمام جلسة مجلس الأمن الجمعة الماضية بقوله: «إذا كانت لدينا طموحات للهيمنة لما كان جرى التوصل للاتفاق النووي مطلقاً». وغلام يدرك قبل غيره ومع قادته ورؤسائه من الملالي أن الاتفاق النووي (6+1) لم يتطرق لبرنامج إيران لتطوير الصواريخ الباليستية ولا لهيمنتها وتمدُّدها في المنطقة بل كان قد استثنى هذين البندين بموافقة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. كما أنه يدرك وقادته أن العقلية التوسعية الفارسية هي التي توجههم وسياستهم تجاه المنطقة وحكوماتها وشعوبها بحسب الشواهد والحقائق.