يمتلك صانع آلات «العود» في مصر، محمود داغر، أصابع ذهبية؛ تحوّل الأخشاب إلى قيثارة تنطق أعذب النغمات، حتى صارت مصنوعاته مأربًا لكبار الملحنين، والعازفين، في الوطن العربي، وأصبح السعوديون أكبر مستوردي إنتاجه من آلة «العود»، أشهر، وأهم، الآلات الموسيقية الشرقية. «الأربعاء» التقى صانع العود المصري الشهير، ليتحدث عن بدايات رحلته مع العود، وسر تفوّق عائلته في هذه الصناعة الدقيقة. السعوديون الأكثر إقبالًا * كيف تصف علاقتك بالعود.. وإلى أي الدول تصل أعوادكم؟عندما تحب ما تعمل يكون لك ما تصنعه حبًا خفيًا فيتحول إلى مصدر رزق، وتفوق لك.. ومنتجاتنا تصل إلى جميع دول العالم، لكن المملكة، هي أبرز الأسواق التي تستورد أعمالنا، ونصدّر لها منذ وقت طويل. * ما مدى إقبال السعوديين على أعوادك؟ - هناك إقبال سعودي كبير على منتجاتي من الأعواد، وكثير من الفنانين السعوديين يأتون إلى ورشتي لأصنع لهم أعوادًا، ومنهم العازف محمد عبدالرحمن، كما أن هناك مشروعًا قريبًا لتصنيع عود للفنان عبادي الجوهر، وكذلك أيضًا من المواطنين السعوديين غير الفنانين، ودائمًا ما تستقبل ورشتي زيارات من السعوديين، الذين يحضرون للسياحة في مصر، ومنهم من يشترون العود؛ لتعلم العزف عليه للمتعة الشخصية، أو للاحتفاظ به كقطعة فنية تزيّن المنزل. * وما نوعية الأعواد التي يرغب السعوديون في شرائها؟. - المصنوع من خشب الجوز التركي، أو الساج الهندي. أشهر الفنانين العرب * من أشهر العازفين الذين استخدموا أعوادكم بشكل عام؟ - نصير شمة، وحازم شاهين، وممدوح الجبالي، والعازف المشهور محمد أبوذكري، والكويتيان دريع أبوعجيل، ومشعل الكندري، والعازف غسان اليوسف. التكنولوجيا لا تصنعه * هل يمكن أن تتطوّر صناعة العود مستقبلًا.. وما الذي يمنع صناعته آليًا؟ - العمل اليدوي هو سر الصنعة، لذا فإن العود سيبقى ما بقي الحرفيون الذين يتقنون صناعته، فللعود خواص لا تظهر إذا صنع آليًا، ولعل التحدّي الأبرز هو كيفية الموازنة بين العمل اليدوي، والتطوّر التكنولوجي لصناعة الآلات الموسيقية.. أما إذا صنع آليًا سيفقد مميزاته الأساسية، ويصبح غير صالح لعزف النغمات الشرقية الأصيلة، وحدث هذا بالفعل في الصين، حين أنتجوا آلات تشبه العود في الشكل فقط، لأن صناعة العود صعبة؛ والعمل اليدوي فيها يصل إلى 75% ، ولا تستخدم الآلات، إلا بجزء بسيط.. * ما الأجزاء التي تؤثر على صوت العود؟ - جميع أجزاء العود أساسية، ولها تأثير على الصوت، ابتداء من الجسور، والوجه، ومقاس الطاسة ودقة دورانها، وكذلك الزند، والرقبة، ودرجة الثبات، والعفة، والضغط في أثناء العزف. * ما أهم أنواع الخشب التي يُصنع منها العود؟. - تصنع الطاسة من الصاج الهندي، المسمى بالسمسم، وخشب الأبنوس، والبلندر، والفنجي، والونغي، والجوز التركي، وخشب الورد، والموجنا، وهو النوع المستخدم أكثر في صناعة الوجه، كما يستخدم السيدر الأمريكي، ويليه خشب السبروس الأمريكي، لصناعة وجه آلة العود. أشهر بلدان صناعته * ما أشهر البلدان التي تصنع العود، وما أبرز الاختلافات؟. - مصر والعراق ولبنان وسوريا وتركيا، ويكمن الاختلاف في يد الصانع أو طريقة الصنع. * ما المقاس الرائج للعود؟ - المقاس المصري الشرقي للفرسة الثابتة، لسهولة تعليمه والعزف عليه من أول مراحل التعليم، وحتى الوصول لأعلى المراحل، بينما المقاس العراقي أو عود الفرسة المتحركة رائج ومعروف على مستوى العازفين. * ما الفارق بين العود الشرقي والأنواع الأخرى؟. - الشرقي يتميز بصوته، ويصدر قرارات وجوابات سلسة، تتسم بالحنين، وعند عزفها مع الغناء تظهر أي صوت آخر معها، أما عود السحب أو الفرسة المتحركة العراقي يتميز بالصوت العالي والحاد جدًا. * ما العدد المناسب لأوتار العود؟ - تحديد عدد الأوتار يتوقف على العازف، وطريقة عزفه، ومدى تمكنه من العزف. العود المناسب * هل تفضل فكرة أن يتعلم المبتدئ العود بمفرده؟ - الأفضلية هي التعلم عند معلم؛ لأن العزف مع الدراسة أفضل من التعلم بدون مدرس، ولعل أول وأهم نصيحة للمبتدئين هي اختيار العود المناسب، ثم الاستمرار في التمارين وعدم التسرع أو إنهاء الدراسة بسهولة؛ لأنه كلما كانت فترة الدراسة أطول والتمارين أكثر كلما كان التعلم أفضل. * ما الأداة التي يستخدمها العازف على الأوتار .. وما أنواع الأوتار؟ - تسمى الريشة، ويعتبر النوع الشائع منها هو البيراميد، أما الأفضل فهو الريشة قرن الغزال ويوجد نوعان هما: اللين، والصلب، أما الأوتار الرائجة في السوق فهي البيراميد لوت الألمانية الأصلية، وليس البيراميد فقط، ويليها اللابيد الأمريكي، ثم الأكولا الإيطالي، ولكل عود إحساسه الخاص، والأوتار التي تناسبه.