هم فنانون ومبدعون، قبل أن يكونوا بائعين، تتناغم أصواتهم مع أصوات الآلات الموسيقية وتتلاعب أناملهم بأوتارها، من خلال سيمفونية جميلة لا تملك إلا أن تصفق لهم طربا وإعجابا. تعلمت العزف ياسر سليمان، أخذ مكانه في المحل، يتفقد آلاته الموسيقية بإعادة ترتيبها على الوجه المطلوب قائلا: هذه مهنتي، أحبها كثيرا، لدرجة أنني أصبحت قريبا منها، أبيع في هذا المحل ويبدأ عملي عند التاسعة صباحا من ثم نستقبل زبائن المحل، وأحرص على إعطائهم معلومات عن المواصفات المطلوبة، حيث يأتي إلى المحل هاو تجده متعلقا بآلة ما ويريد فكرة عنها من حيث جودتها وأسعارها، فضلا عمن يرغب في تعلم آلة أخرى. وعن ارتباطه بآلة العود يقول: كان ذلك قبل نحو ثمانية أعوام، فوالدي كان بارعا في العزف واللحن، كنت أستمع إلى عزفه ويشدني إليه وعندما أمسكت بهذه الآلة، وجدت نفسي وكأنني أعرفها منذ مدة طويلة، فوجدت تشجيعا وإطراء من والدي فعلمني على الإمساك العود بالطريقة الصحيحة. ويضيف: الهواة يحبذون العود لسهولة اقتنائه وانتشار المدربين من جانب، ولقلتهم من جهة بقية الآلات الأخرى مثل الكمان والقانون من جانب آخر. من جانبه يكشف ساهر سمير صاحب محل بيع الآلات الموسيقية في جدة عن معهد صغير داخل محله لتدريب الهواة على يد عازفين مهرة وفقا للمقامات، وتعليم النوتة الموسيقية أو التخت، مشيرا إلى الإقبال الكبير من الهواة الشباب من 20 إلى 30 عاما على عزف العود، ويضيف لدينا دورات لتعلم العود بواقع 12حصة في الشهر، وهناك فنانون يترددون على المحل أمثال عبادي الجوهر وطلال سلامة وجواد العلي وعباس إبراهيم، وغيرهم كثير. وبشكل احترافي يحدد ساهر أن شكل العود يختلف بحسب حجمه، وكذلك الأمر ينطبق على بقية الآلات الموسيقية كالربابة والكمان، وكل حجم من هذه الآلات يعطي صوتا مختلفا عن باقي المقاسات، بحسب مقاس الضلع، وعدد الأضلاع ليعطي عازفه الصوت المناسب، وآلة العود تختلف في صناعتها، حيث أن هناك العود العراقي والمصري والسوري وكل واحد له مزاياه وكذلك تختلف أسعار آلة العود حسب طريقة الصنع فضلا عن جودة الخشب، حيث تتراوح بين 200 ريال و7000 ريال أو حسب طلب المشتري بإضافة أوتار، فهناك من يطلب إضافة 16 وترا على العود. أما بالنسبة للربابة فهي عبارة عن خشب وجلد ووتر واحد، وهناك أشكال متعددة لها وأسعارها تتراوح مابين 80 إلى 150ريالا.