تتبدلُ الأيام والشهور والسنون تماماً مثلما تتبدل الفصول، ومعها تتغير وتتبدل معظم الأشياء والأفكار ولا يبقى أحد على حال واحد.. رحلة ثواني ودقائق العمر تنقلنا إلى الفتوة بعد الشباب، ومن الاتزان إلى العقل الراجح، ثم من المشيب إلى ذروة الحكمة.. وترتحل بنا من الميلاد إلى حواف القبر مروراً بالكثير جداً من المحطات التي تعرّفنا العديد من الحقائق لتثبت لنا أننا نريد جميعاً أن نفوز بسباق الحياة وأن نتوج بكأس العافية والثراء والشهرة. عام ينتهي وفي نفس التوقيت عام يولد من جديد، بينهما يجب أن نتخذ لنا محطة قصيرة نستذكر فيها ما مضى ونراجع تطلعاتنا لما هو آت، يجب أن نقوم بعملية جرد فكرية لمعرفة ماذا حققنا وفي أي مجال أخفقنا.. كما أنه من المفيد جداً أن ننظر فيما حولنا وأن نرى عبر الأشياء المحيطة ولا نكتفي بالنظر في تجاربنا الشخصية فقط، فتجارب الآخرين عبارة عن كتب مفتوحة لنقرأ منها عصارة الإخفاق قبل نتائج النجاح.. وبذلك يمكننا أن نحدد اتجاهات ما نريد.. وعلينا أن نتعلم في جامعة الحياة أن هناك بعض القيم لا يمتلكها الكثير منا وعلينا أن ندرك جميعاً أن في التواضع رفعة، وفي الترفع سمواً، وفي التسامح قوة، وفي المحبة ثراء، وفي الابتسامة صدقة، وفي العطف رحمة. عام هجري جديد يطل علينا، لا أحد يدري، قد نتوقف في أحد أيامه مودعين هذه الحياة، وقد تحملنا أيامه وأوقاته حتى بداية عام مقبل، لكن في كل الأحوال علينا أن نتعلم من تجاربنا وتجارب الآخرين، وأن نستفيد من تجارب من سبقونا من الشعوب والأمم، علينا أن ندخل العام الجديد مسلحين بالمعرفة والثقة واليقين وأن تكون أمنياتنا دعوات لعام سعيد علينا جميعاً.