استهدف الإعصار إيرما المناطق المكتظة بالسكان في وسط فلوريداالأمريكية أمس بعدما أحل الدمار في أرجاء الولاية برياحه وأمواجه العاتية التي حرمت الملايين من الكهرباء واقتلعت أسقف المنازل وغمرت شوارع المدن بالمياه. ووصل الإعصار إيرما، المصنف كأحد أقوى الأعاصير المسجلة في المحيط الأطلسي، إلى ساحل فلوريدا الأحد واكتسح بلداته في طريقه إلى عمق الولاية. وتراجعت قوة الإعصار إلى الدرجة الأولى أمس وهدأت سرعة الرياح إلى 135 كيلومترا في الساعة بحلول الثانية صباحا بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة (0600 بتوقيت جرينتش) وفق ما قال مركز الأعاصير. وأسفر الإعصار عن مقتل 28 شخصا على الأقل خلال اتجاهه غربا عبر البحر الكاريبي في طريقه إلى فلوريدا. وصنف المركز الأمريكي للأعاصير إيرما إعصارا من الدرجة الخامسة، وهو مستوى قوة يندر تسجيله، على مدى أيام. وبلغت سرعة الرياح 295 كيلومترا في الساعة لدى وصوله إلى جزيرة باربودا يوم الأربعاء. إلا أنه قال إن الإعصار فقد قوته وهو يتحرك صوب الساحل الشمالي الغربي لشبه جزيرة فلوريدا أمس ومن المتوقع أن يتحول إلى عاصفة مدارية خلال أمس وإلى منخفض استوائي بحلول بعد ظهر غد الثلاثاء. ووجهت السلطات أوامر بالإخلاء إلى حوالى 6.5 مليون شخص، أي ما يعادل ثلث سكان الولاية، في الجنوب ولجأ السكان إلى مراكز إيواء أو فنادق أو أقارب في مناطق أخرى. وكانت السلطات مددت أوامر الإخلاء حتى يوم أمس على الأقل جراء الفيضانات . وقطعت الرياح العاتية خطوط شبكات الكهرباء وحرمت حوالى خمسة ملايين وثمانمائة ألف منزل وشركة من الكهرباء في الولاية . وقال ريك سكوت حاكم ولاية فلوريداالأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب وافق على إعلان الولاية منطقة كوارث كبرى لمساعدتها في التعافي من الإعصار إيرما. ويسمح الإعلان بتوجيه أموال اتحادية للولاية لمساعدة الوكالات المحلية والاتحادية على القيام بمهامها. ووصف ترامب الاعصار إيرما الأحد لدى عودته إلى البيت الأبيض بعد قضاء عطلة في كامب ديفيد بولاية ماريلاند «الأخبار السيئة هي أنه وحش كبير بعض الشيء». يعتبر خليج تامبا الواقع على الساحل الغربي لولاية فلوريدا، بشواطئه الشاسعة من الرمل الأبيض وفنادقه الفخمة وملايين السكان المقيمين في مدنه، الحلقة الأضعف في الولاياتالمتحدة بمواجهة إعصار مثل إيرما. ويعود آخر إعصار عنيف ضرب مدن سانت بيترسبرغ وكليرووتر وتامبا إلى العام 1921. ويعزو السكان هذا الانقطاع إلى أسطورة هندية تنسب طاقات سحرية لرمال شاطئ سييستا كي المصنف أجمل شواطئ الولاياتالمتحدة. غير أن السحر انكسر على ما يبدو مع حلول الإعصار إيرما البالغة شدته الدرجة الثالثة، وهو يتصاعد ببطء إلى الشمال، مصحوبا برياح تقارب سرعتها 200 كم في الساعة. وأعلن سناتور فلوريدا ماركو روبيو الأحد «إن كنتم تقيمون في نيبلز او فورت مايرز أو ساراسوتا أو في منطقة خليج تامبا، فإن هذه العاصفة قد تكون أسوأ سيناريو يخشاه علماء الأرصاد الجوية وأجهزة الإغاثة». وأوضح «مضى زمن طويل ولم تشهد منطقة تامبا إعصارا، ربما لا يذكر الناس مفاعيل» مثل هذه العواصف. خسائر فادحة خليج تامبا.. الحلقة الأضعف في وجه الإعصار قدرت شركة اكيوويذر الخاصة للأرصاد الجوية كلفة الإعصارين ايرما الذي يضرب فلوريدا منذ الاحد، وهارفي الذي سبب فيضانات كارثية في تكساس ب290 مليار دولار، او 1, 5 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي للولايات المتحدة. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة ومؤسسها جويل ن. مايرز إن «التقديرات المتعلقة بالأضرار التي نجمت عن إيرما يفترض أن تبلغ حوالى مئة مليار دولار، ما يجعله واحدا من الأعاصير الأعلى كلفة في التاريخ». وأوضح أن هذا يعادل نصف نقطة مئوية من الاقتصاد الأمريكي. وأضاف «تقديراتنا تفيد أن الإعصار هارفي سيكون الكارثة المرتبطة بالأحوال الجوية الأكثر كلفة في تاريخ الولاياتالمتحدة بمبلغ 190 مليار دولار، أي نقطة مئوية واحدة من إجمالي الناتج الداخلي» للولايات المتحدة. وبالتالي كلف الإعصاران بعد جمع الرقمين 1,5 نقطة مئوية من إجمالي الناتج الداخلي، حسب مايرز الذي أوضح أن ذلك يلغي النمو الاقتصادي المتوقع بين منتصف آب/اغسطس ونهاية السنة.