قصة «كهف أفلاطون» هي من أشهر الأعمال الفلسفية على مدى التاريخ وفيها مجاز واقعي للحياة البشرية وكيف يؤثر الواقع المُعاش على رؤيتنا للأمور خارج الحدود، أو خارج الصندوق. فرغم أن الحياة حولنا تذخر بالأفكار العظيمة التي تنظر للعالم من زوايا تختلف عن تلك التي اعتدنا النظر منها. إلا أن أكثر من يعيشون داخل «الكهف» يرفضون أن يغادروه. ويبني أفلاطون فكرته الجوهرية في هذه النظرية على أن ما نراه أو ما اعتدنا أن نراه قد لايكون الواقع أو الحقيقة بل مجرد ظلال خادعة للحقيقة ، ولذا فالحواس بالنسبة له تخدع ولا يمكن الاعتماد عليها. *** وهكذا فهناك من البشر من يفضل أن يعيش في جهل على أن يُدركوا أن معيشتهم ضنك، وأن الحياة هي أوسع وأكثر رحابة من الكهف الذي يعيشون فيه. فالسجان يصور لهم أن ما يعيشون فيه هو النعيم المقيم، وأنه لولا القيود التي تحيط بمعاصمهم لفتك بهم الناس خارج الكهف. لكن الأدهى والأمرَّ هو أنهم لا يكتفون بذلك بل ويحاولون الفتك بكل من يحاول أن يدلهم على طريق النجاة. وقد تأثر أفلاطون في هذه النظرية بقصة مُعلمه سقراط ونهايته المأساوية. فسقراط أمضى حياته يدافع عن الناس، وعن القيم و الأخلاق والحق. لكن قومه كرهوه واتهموه بأنه يتعرض لآلهتهم بسوء وتم الحكم عليه بالإعدام. ورغم أنه قد أتيح له الهروب، لكنه فضل الموت على أن يكسر القانون الذي عاش طوال حياته ينادي باحترامه. *** وهكذا، كما يقول أفلاطون، هو مصير الأنبياء والحكماء والعلماء والمثقفين لا كرامة لهم في مجتمعاتهم . فهؤلاء بالرغم من أنهم أصحاب رؤى مستنيرة وآمال مبشرة إلا أن العامة قد لا تقبلهم وقد تلفظهم الأغلبية بالرغم من إخلاصهم ونبل مقاصدهم وحسن نواياهم. # نافذة هناك حياة خارج الكهف..