اعتراف مدير قناة الجزيرة في إسرائيل وليد العمري في مقاله الذي نشر في وقت سابق من هذا الشهر في صحيفة «هآرتس» العبرية باللغة الإنجليزية، بعنوان «قتل حامل الرسالة»- وهو عبارة عن استجداء رخيص لدولة الاحتلال حتى لا تغلق مقرات الجزيرة في إسرائيل- اعترافه بالدور الذي تضطلع به القناة القطرية في دعم إسرائيل، يؤكد على أن نظام الدوحة يلعب دور «العميل المزدوج» في المنطقة، أو دعنا نقول: «الدولة ذات الوجهين»، بما يضع أكثر من علامة استفهام حول هوية قطر، وانتمائها الحقيقي. ولعل أهم الإشارات التي حملها المقال الحملة التي أطلقتها وسائل الإعلام المموّلة من الدوحة بالقول إن قناة الجزيرة استهدفت وأغلق مكتبها في الأراضي المحتلة بسبب وقوفها مع القضية الفلسطينية ضد إسرائيل، فيما أن الحقيقة تؤكد على أن «الجزيرة» كانت أداة إعلامية قدمت دومًا خدمات كثيرة لإسرائيل، ويكفي أن وليد العمري هذا كان أول من قدم شيمون بيريز بطل مذبحتي قانا للمشاهد العربي كداعية سلام عبر شاشة الجزيرة للترويج لأفكاره وللسياسات الإسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين. وتدعي قطر بأن قناة الجزيرة تعمل باستقلالية، ولا تمثل وجهة نظر الحكومة القطرية، لكن اعتراف مدير عام شبكة الجزيرة مصطفى سواق، لمحطة بي بي سي البريطانية من خلال برنامج «هارد توك» بأن تمويل الحكومة القطرية للقناة يصل إلى نحو 90 بالمئة، يؤكد على أن «الجزيرة» هي الواجهة الإعلامية للنظام القطري، وأن كل ما تبثه من سموم إعلامية وترويج للتنظيمات الإرهابية، يتم بالتوافق مع الحكومة القطرية. وبلغت «الجزيرة» ذروة تحولها إلى المناهج المتطرفة من خلال المقابلة التي بثتها في يونيو 2015 مع قائد الفرع السوري في «القاعدة» أبو محمد الجولاني، في أول ظهور له على الشاشات، «حيث حصل على أسئلة مهادنة جدًا، من مقدم البرامج أحمد منصور». «كانت شبكة الجزيرة الوحيدة التي تمكّنت من إرسال مصور لتصوير تدمير طالبان لتماثيل بوذا الضخمة في باميان بأفغانستان، عام 2001. وفي وقت لاحق من ذلك العام، حصلت الشبكة على أشرطة سيئة السمعة لأسامة بن لادن في خطاب حول مسؤوليته عن أحداث 11 سبتمبر. وظلت أشرطة بن لادن يجرى بثّها حصرياً على قناة «الجزيرة» طوال الفترة التي كان مطارداً فيها. وخلال الحرب على طالبان في أفغانستان ظلت الجزيرة توفّر منصة للإرهابيين لبث أفكارهم ورؤاهم عن الأحداث التي تجري في المنطقة، وظلت تُطلق على القتلى في الحرب على العراق «شهداء» في مسعى لإعطاء الأخبار صبغة دينية، بدلاً من التعامل بشكل احترافي». مجلة «التايم» الأمريكية «إعلام قطر ادعى بأن الجزيرة قناة لا تمثّل وجهة النظر الحكومية واليوم نرى العكس.. الإعلام جزء من المشكلة في الأزمة القطرية وليس جزءا من الحل». وزير الإعلام البحريني علي الرميحي «لعبت قناة الجزيرة دورًا غير مفيد على وجه الخصوص، من حيث السرد واللغة التي عززت الطائفية والمواقف المتشددة في المنطقة، التي قادت إلى تدمير كثير من أرجائها». مايكل وحيد حنا، الباحث في مؤسسة القرن- نيويورك «تسبب الإعلام القطري في إزهاق أرواح الألوف من الأبرياء في العالم العربي، بدعم ما سمي الثورات، والإشادة بها، وتسخير مختلف قنواته وأذرعه في سبيل ذلك، ومحاولة توسيع رقعتها لتلتهم الوطن العربي بأسره، وتشعل الفتن في كل بقعة من ثراه». الكاتب الإماراتي أحمد محمد الشحي