للكاتب الأميركي ستيفن كوفي قاعدة شهيرة اسمها ( 10/ 90 ) مفادها أن 10% فقط من مصاعب الحياة تتشكل من ما يحدث لنا من عوامل خارجية لا قدرة لنا على تغييرها ، بينما تتشكل ال 90% الأخرى من ردود أفعالنا وطريقة تعاملنا مع هذه المشاكل ! . هذه قاعدة معروفة جداً لكن ما لا يعرفه الكثيرون ومنهم ( الخواجة كوفي ) نفسه أن هذه القاعدة لها استخدامات مختلفة جداً في بلاد العرب - حيث يستخدم كل شيء بشكل خاطئ - خصوصاً في المجال الإداري ، فبها يتم اختيار القيادات في العمل الاداري، 10% فقط من قيادات المؤسسات يتم اختيارهم بطريقة عادلة ومستحقة ، بينما 90 % الأخرى تصل عن طريق المحسوبيات و( براشوت) الواسطة ! . قلنا مراراً إن (المحسوبية ) واحدة من أسوأ أشكال الفساد واستغلال السلطة ، ليس لأنها تقوم على فكر عنصري يثير التمييز بين المواطنين فقط .. بل لأنها تفقد الأوطان الكثير من ثرواتها البشرية بسبب الإحباط الذي تسببه عند الشباب ! . وبحسب تقاريرالبنك الدولي فإن المحسوبية والواسطة من أهم أسباب تفشي البطالة وعدم الإنتاجية في العالم العربي ،ويحذر البنك من خطورة اغتيال أحلام الشباب، و من طغيان الولاء على الكفاءة ، وعدم الاهتمام بالمهارات والقدرات في التوظيف ، كونها من أكبر أسباب ترهل المؤسسات وتدني كفاءتها . وتعزز مجموعة (غالوب) هذا القول باستبيان يشير إلى أن حوالي 85 % من الشبان العرب محبطون ويعتقدون أنهم بحاجة لواسطة للحصول على حقوقهم الوظيفية ! .» وصول متسلق واحد الى منصب لا يستحقه يعني موت 10 كفاءات بالإحباط « ، هذه معادلة 1/10 التي لا يعرفها ( كوفي ) وهي معادلة الخاسر الأكبر فيها هي الأوطان للأسف. فمشكلتنا لم تكن يوماً في عدم وجود الكفاءات ، بل في عدم وضعها في مكانها الصحيح ! . . يقال إن فيلاً هرب من الغابة، فسألوه: لماذا هربت ؟ قال: لقد قرر الأسد قتل كل الثعالب في الغابة ، قالوا له : لكنك فيل ولست ثعلباً !، فأجاب : أعلم أني لست ثعلباً؛ ولكن الأسد كلف ( الحمار) بمتابعة الموضوع ! . . عندما يُكلف من لا يملك الكفاءة بالتنفيذ والمتابعة فالنتيجة لابد أن تكون كارثية .