تعددت فوائد الأجهزة التكنولوجية واستعمالاتها وزادت نقلاتها الابتكارية الأمر، الذي جعل الصغار أكثر المتعلقين بها ومع هذا التعلق الغريب نسي الكل أن هناك تأثيرات سلبية تتربص بمستخدميها وتحديدا الأطفال في المراحل المبكرة. وأكد خبراء وأطباء مختصون ل»المدينة» أن استخدام الطفل للأجهزة اللوحية المحمولة تعرضه في المستقبل مشكلات صحية في العين والرقبة والظهر، بالإضافة إلى الميل للانعزال والتعرض للسمنة والخمول.. وقال د نزار الحبشي، استشاري طب العيون، ورئيس قسم العيون في جامعة الملك عبدالعزيز، أن من الآثار السلبية للأجهزة المحمولة بأنواعها على الطفل تتمثل في جفاف سطح العين والتعرض لآلام في عضلات العين وإجهادها والإصابة بنوبات الصداع وزيادة نوبات الشقيقة لمن يعانون من الصداع النصفي، كما أن الجلوس لفترة طويلة والمشاهدة غير المنقطعة لأجهزة المحمول تؤثر بشكل سلبي على العين والجهاز البصري، مشيرًا إلى أن المسافة المسموح بها بين الجهاز والعين 33 سم، وأن تكون بشكل مستقيم وعلى مستوى النظر.. ولفت إلى توصية من جمعية الأطفال الأمريكية إلى عدم استخدام الأطفال أقل من سنتين للأجهزة المحمولة لما لها من تأثير عكسي عليهم من حيث الشخصية وفقدان التواصل الاجتماعي. وعن أضرار استخدام الأجهزة المحمولة لفترات طويلة قالت الدكتورة هديل ملا أخصائية طب وجراحة العيون بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة: «إن أبرز أضرار استخدام الأجهزة المحمولة لساعات طويلة هو مرض جفاف العين وتغبيش النظر واحتمالية الإصابة بالرؤية المزدوجة والصداع خاصة في مقدمة الرأس». وقالت إن الصداع الناتج عن مشاهدة الأجهزة الذكية يكون نتيجة محاولة العين للتركيز على الصورة الثابتة أو المتحركة على الشاشة لفترة طويلة، مما يؤدي إلى شد عضلات العين وتأثيرها على الشبكية والجهاز العصبي ولفتت ملا إلى أن جفاف العين من أكثر الأعراض الشائعة بين الكبار والصغار نتيجة استخدام الأجهزة الذكية المحمولة، حيث إن العين تفرز من 5 إلى 6 مل من السائل الدمعي خلال الدقيقة لتساعد على عدم جفافها ولإفرازها يحتاج الإنسان لإغماض عينة لضخ الدموع، التي لها دور كبير في صفاء الرؤية لذلك فعند التركيز الحاد على الصورة بالأجهزة اللوحية تقل نسبة تغميض العين وتزيد تحديقها مما يؤدي لمشكلة في نسبة الدموع الطبيعة، التي تفرزها العين لغسل القرنية وتوضيح الصورة، مؤكدة على ضرورة عدم التحديق لفترة طويلة دون تغميض، حيث إن الجفن يقوم بالرمش مرة كل خمس ثوانٍ وتغميض العين وفتحها (الرمش) بصورة متكررة خلال المشاهدة يزيد من مجرى دموع العين لتكون طبقة جديدة من الدموع لتغطي سطح العين، وبالتالي الحفاظ عليها من التعرض للجفاف.. وعن عدد الساعات المسموح بها للمشاهدة اليومية للأجهزة المحمولة قالت ملا: «إنه حسب آخر دراسة أمريكية أوصت أن اقصى حد لمشاهدة الأجهزة المحمولة 8 ساعات في اليوم لا أكثر وتكون متقطعة باستخدام قاعدة ال 20 وهي تتمثل في (المشاهدة لمدة 20 دقيقة ثم التوقف لمدة 20 ثانية لمشاهدة أي جسم بعيد على بعد 20 قدما ثم معادة المشاهدة مرة أخرى)، وهذه القاعدة تحافظ على عضلات العين من الإجهاد والجفاف، مشيرة إلى ضرورة أن يكون الجهاز على بعد 20 انش عن مجال الرؤية». عبدالله: العزلة الاجتماعية والاكتئاب والسمنة ثلاثية تتربص بمدمني الاستخدام من جانب آخر أكدت أخصائية علم النفس، ليلى عبدالله، أن الاستخدام المتزايد للأجهزة اللوحية تعرض الطفل لبعض الأمراض نفسية كاضطراب النوم والقلق والتوتر والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية والانطواء واضطرابات في اكتساب مهارات التعليم السلوكي والاجتماعى إلى جانب التعرض المبكر للسمنة والخمول والكسل البدني والفكري. وشددت على ضرورة وجود الأهل مع أطفالهم لتوجيههم وتوعيتهم بالاستخدام الصحيح لهذه الأجهزة، وإيجاد بدائل لتخفف من استخدامها وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة البدنية والفكرية، التي تنمي الشخصية وتجعلها أكثر اجتماعية وتفاعلية. السريعي: ظاهرة ابتزاز الأطفال عرفت طريقها عبر البلاك بيري والسناب شات وعن أبرز المخاطر التقنية لاستخدام الأطفال للأجهزة اللوحية قال محمد السريعي خبير أمن المعلومات: «تعتبر مشكلة استغلال الأطفال جنسيًا عبر الإنترنت من أبرز مخاطر استخدام الأطفال للأجهزة التقنية دون مراقبة وقد انتشرت ظاهرة الاستغلال الجنسي وابتزاز الأطفال بشكل كبير مؤخرًا خاصة عبر تطبيقات البلاك بيري (BBM ) والسناب شات والانستجرام حيث أصبحت التطبيقات الحديثة على أجهزة المحمول ملاذ آمن لمستغلي الأطفال جنسيًا عبر الإنترنت». وأكد السريعي على ضرورة رفع نسبة الوعي بالمجتمع بالجرائم المعلوماتية والأمنية خاصة التي تستهدف الأطفال كونهم بوابة انتهاك خصوصية الأسرة مشددًا على أهمية دور الأسرة في مراقبة ما يشاهد الطفل ومن يراسل عبر التطبيقات ومعرفة كيفية وسائل الحماية بتطبيقات الأجهزة الذكية وطرق التبليغ عن المستغلين لأطفالهم.. وثمن السريعي جهود الدولة في محاربة جرائم المعلومات والمستغلين عبر مواقع الانترنت عن طريق تطبيق (كلنا أمن) الذي قامت وزارة الداخلية بإطلاق وهو تطبيق ليتيح للمواطن والمقيم تقديم أي بلاغ أمني وإرساله إلى وزارة الداخلية عبر أجهزة الجوال لتفعيل الأمن والأمان داخل المملكة وحماية الوطن من الخارجين عن القانون. د خليفة: تعجل بالإصابة بخشونة المفاصل الصغيرة الموجودة بالعمود الفقري أما الآثار السلبية على الطفل نتيجة الجلوس الطويل لاستخدام الأجهزة اللوحية قال الدكتور صلاح الدين خليفة، استشاري جراحة العمود الفقري وتشوهات العمود الفقري للأطفال بمدينة الملك عبدالله الطبية مكةالمكرمة: «إن من المشكلات التي يتعرض لها الطفل نتيجة استخدام الأجهزة اللوحية هو انحناء الظهر والرقبة لوقت طويل حيث تعجل بالإصابة بخشونة المفاصل الصغيرة الموجودة بالعمود الفقري، التي تسبب آلاما في المستقبل إلى جانب خطورة الإصابة ببعض الانحرافات عن الميكانيكية السليمة للعامود الفقري.. ولفت إلى أن الجلوس لمدة طويلة على الأجهزة الإلكترونية أو التلفاز تعارض الناحية الفطرية السليمة للطفل، الذي يفترض أن يمارس الأنشطة الرياضية لبناء بدني سليم، حيث تسبب انحناء الظهر وضعف الجسمية السليمة وتكوينها.. ونصح بضرورة الجلوس باستقامة والابتعاد عن انحناء الظهر والرقبة للمحافظة على فقرات العمود الفقري، وأن تكون الأجهزة المستخدمة مرتفعة على مستوى العين والرأس لحماية الرقبة وفقراتها مع ضرورة تقليل ساعات استخدام الأجهزة اللوحية للأطفال واستبدالها بالأنشطة البدنية والحركية. أخطار تتربص بمدمني الاستخدام • الشعور بالإجهاد الدماغي وتأثيره بالسلب على الذاكرة على المدى الطويل . • الاستعمال المتزايد يتسبب في الانطواء والكآبة ويزيد من صفات التوحد . • تتسبب في أمراض السرطان، والأورام الدماغية، والصداع، والإجهاد العصبي . • تزيد من أعراض تشنج عضلات العنق وانحناء في الرأس والرقبة . • شعور بآلام الظهر والكتفين . • تتسبب بإجهاد العين وبالصداع المستمر . • خطر التعرض لاضطراب النوم والقلق والتوتر والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية . • تزيد من احتمالية الإصابة بالسمنة والكسل والخمول الجسدي والفكري. أكثر استخدامات الأطفال للأجهزة الذكية المحمولة: • مشاهدة برامج الأطفال والأفلام على اليوتيوب . • تصفح الإنترنت عن التطبيقات والمعلومات التعليمية والمدرسية . • ألعاب الفيديو وألعاب التسلية غير التعليمية . • الضغط على الأزرار عشوايًا دون هدف.