المملكة العربية السعودية مثال يحتذى لكل الجهود الرائدة في مجال رعاية وتأهيل الفئات الخاصة، وقد كانت المملكة سبَّاقة في هذا المجال بشمولية ومنهجية واعية، وتقديم البرامج الاجتماعية الشاملة لهذه الفئات عبر وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، هذه الوزارة التي تحتضن كثيرا من المراكز والهيئات والجمعيات التي ترعى وتهتم بهم، كما كان هناك دور كبير فعال في مهمة تثقيف وتوعية المجتمع بالمسببات وطرق الوقاية، بقصد تكوين مواقف إيجابية للتعامل مع هذه القضية، وقايةً وعلاجًا، وبما يُمكِّن من الحد من انتشارها وتفادي حدوث الكثير منها، وإنشاء العديد من المراكز التي تساهم في بناء قاعدة علمية للبرامج التي تهتم بهذه الفئات. دُعيتُ مُؤخَّرًا لحفل تكريم وحدة التوحد بمركز التأهيل بالمدينةالمنورة، وكان لقاءً امتاز بالشفافية المطلقة، حيث عُرضت فيه معلومات رائعة عن الخدمات التي تُقدَّم لفئة أطفال التوحد، وقد افتتح هذه الوحدة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، وتم تكريم وحدة التوحد من قِبَل مؤسسة مطوفي حجاج الدول الإفريقية غير العربية، والتي تسعى دائمًا -هذه المؤسسة المكية- لتشارك يدًا بيد ضمن مسوغات المسؤولية الاجتماعية، في اللقاء الذي ضم نخبة من المتخصصين، تطرق الحديث إلى العديد من المواضيع التي تخص أطفال التوحد، وجهود وحدة التوحد وخدماتها ومساهمتها عبر قنواتها التي أتيحت لها. الأستاذة نجود قاسم، المشرفة على وحدة التوحد بمركز التأهيل بالمدينة تقول: وحدة التوحد تم افتتاحها في شهر محرم من عام 1438ه، على شرف أمير منطقة المدينةالمنورة، وتسعى الوحدة لتحقيق رسالتها، وهي تمكين المصابين باضطراب طيف التوحد من المجتمع.. وتضيف نجود بأن أهداف الوحدة تدريب الحالات وتأهيلهم تأهيلا علمياً جيداً، والأهم تثقيف أسر الأطفال بماهية الطرق لتدريب وتأهيل الطفل. تحتوي الوحدة على الفصول التأهيلية والعلاج النفسي وتعديل السلوك، وفصول التخاطب، والعلاج بالفن واللعب، لأنهم يعملون وفق مقاييس واختبارات تقيس نقاط الضعف عند الطفل، حتى يصل لمرحلة جيدة من حيث التواصل والاعتماد على الذات، عندها يتم توجيهه للمؤسسات الأكاديمية. ولقد غمرني شعور بالفرح، لأنني رأيت الإنسانية محور أساسي عند مَن يعملون في هذا التخصص، وإنني أقول لكل من يعمل بهذه الوحدة: عندما تكون الإنسانية، يكون الإنجاز.. لأن العمل الإنساني ليس من صنع أحد، ولكنه هبة من المولى عز وجل يُكرم بها من يريد. بكل كلمات الشكر، شكرًا لنائب رئيس مؤسسة مطوفي حجاج الدول الإفريقية غير العربية الأستاذ طارق علوي، واللجنة النسائية، ونجود قاسم، ومنال منصوري مساعدة مشرفة وحدة التوحد.. شكرًا لعملهم وإنسانيتهم مع هذه الفئات.