يعد سوق الثلاثاء بعسير، واحدًا من أبرز، وأهم المقاصد السياحية لزوار المنطقة، لما يتمتع به من عبق تاريخي، وأجواء تراثية ساحرة، بقي صامدًا بها في مواجهة الحداثة التي تسيطر على كل شيء حاليًا.ويحظى هذا السوق بإقبال كبير من زوار عسير؛ الذين يحرصون على اقتناء المنتجات التراثية، التي تعبر التاريخ التليد، والحضارة العريقة لمنطقة عسير. ورغم تسارع وتيرة التطور، الذي تشهده الأسواق في وقتنا الحاضر، بقي سوق الثلاثاء صامدًا، محتفظًا برونقه القديم، وجاذبيته التي يستمدها من التراث التليد، حتى صار مقصدًا سياحيًا، لزوار منطقة عسير، يتمتعون خلاله بتسوق البضائع القديمة، التي لا تعود إلى الحياة إلا في سوق الثلاثاء، الذي يجد مكانة رفيعة، وإقبالًا كبيرًا؛ لما يحتويه من سلع لم تعد تتداول إلا بين ثناياه. الملبوسات العسيرية من يصل إلى السوق يجد نفسه في مكان مختلف، يحرص كل ركن فيه على الصمود في مواجهة الحداثة، ويبدو ذلك جليًا من خلال ما يعرض من المنسوجات، والملبوسات المصنوعة محليًا، والتي تعرضها السيدات، من ثياب عسيرية نسائية، بما يحتويه من قطع تراثية، مصنوعة يدويًا، وألوان زاهية، وأشكال ملفتة، وخامات جيدة. وتقول أم عبدالله، بائعة بالسوق، ل»المدينة»، إن الثياب العسيرية الخاصة بالنساء، أصبحت شائعة بين الفتيات، في الفترة الأخيرة، وذلك بعد التحسينات التي أدخلت عليها؛ مما جعلها مقصدًا للصغيرات، ولم يعد الأمر مقتصرًا على الأمهات والجدات كما كان سابقًا. وأشارت أم عبدالله إلى أن الزي العسيري للمرأة، له رونق خاص، يميز نساء عسير، بألوانه الزاهية، وخيوطه المتناسقة، مشددة على أن هذا الزي لا يتقن صناعته إلا نساء المنطقة أنفسهن. وأضافت: «منذ ما يقرب من 12 عامًا، وأنا أحضر إلى السوق، على فترات متقطعة؛ لتسويق بضاعتي، والآن زاد الإقبال؛ وهو ما جعل أوضاع البائعات به أفضل كثيرًا»، مشيرة إلى أن السوق في السابق، كان مقتصرًا على أهالي المنطقة؛ مما جعل الدخل اليومي للبائعات محدودًا جدًا، أما الآن فيزوره الكثيرون من مختلف الأماكن، وهو ما تحسنت على إثره الأوضاع كثيرًا. النباتات العطرية وتجذب الروائح الزكية التي تنتشر بين ثنايا السوق، أعدادًا كبيرة من الزوار، بفضل النباتات العطرية ذات الروائح الفواحة، وهي من الأمور التي تشتهر بها منطقة عسير؛ لتوافر نباتات الريحان، والنعناع، والوزاب، والكادي، تتوزع على مداخل السوق لتستقبل زوار السوق بروائحها الزكية. وتقول أم سالم، بائعة نباتات عطرية: «أحضر إلى هنا لترويج نباتاتي، والتي تتنوع ما بين نبات الريحان، والكادي، والوزاب، وجميعها من إنتاج مزرعة محدودة المساحة، أنشأتها في منزلي»، مشيرة إلى أن ترويج عطورها لزوار السوق؛ لقى إقبالًا واستحسانًا كبيرين من الرواد، حتى أنه أصبح لها زبائن دائمون. وأضافت: «استخدامات النباتات العطرية، باتت عادة لدى أهالي المنطقة، وتعد العطور من أهم ما يحرصون على وجوده في المنزل، وبخاصة خلال المناسبات العائلية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن هنالك الكثير من الزبائن يطالبونها بأن توفر لهم تلك النباتات، ليتمكنوا من زراعتها في منازلهم، باعتبارها إحدى موروثات المنطقة. منتجات وأدوات نادرة على صعيد موازٍ ما زال سوق الثلاثاء يمثل رافدًا للمتعة، للكثير من المصطافين، وزوار المنطقة؛ لما يوفره من منتجات تراثية تحكي موروثات المنطقة، وتشبع فضول التعرف على حضارة عسير القديمة حيث يجدون المنتجات الفخارية المختلفة وبأحجام متفاوتة وأدوات الزراعة النادرة إضافة إلى الخناجر المصنوعة محليًا والمنتوجات الفضية «حلي النساء» وأداوت حفظ الطعام القديمة المصنوعة من السعف. ويقول علي عبدالله - زائر، إن السوق يعد أحد الروافد التراثية التي تمتلكها منطقة عسير، مشيرًا إلى أنه يحرص على زيارته في كل مرة يحضر فيها إلى المنطقة؛ لما يجده من متعة بما يمثله السوق من حكايا تعبر عن الماضي، وما يشمله من منتوجات تراثية رائعة، يحرص الجميع على اقتنائها، مثل: الخناجر القديمة، والملبوسات العسيرية ذات التاريخ العريق. ويقول فايز العلوي - متسوق: يشدني السوق بما يعرضه من منتوجات تحاكي التراث القديم لعسير؛ لذا جئت مع عدد من زملائي في رحلة للتنزه، والاستمتاع بالأجواء المعتدلة، إلى جانب زيارة سوق الثلاثاء لاقتناء ما يروق لي من المعروضات بالسوق. وأوضح أنه اشترى وزملاؤه عددًا من الهدايا التذكارية، ذات الطابع التراثي، والتي تشير إلى تاريخ عسير