عيدٌ بأية حال عدتَ يا عيدُ بما مضى أم بأمرٍ فيكَ تجديدُ اشتقتُ لصباح يبدأ بوجهك، وصباح يبدأ بصوتك وابتسامتك.. اشتقتُ لأستمع أمرًا ونهيًا منك، افعل.. لا تفعل.. اشتقت لأُقبِّل يدًا، وألمس معايدةً وتهنئةً ومباركة.. اشتقتُ لعين ما أجملها. يبقى رحيلك وجعًا يُمزِّقني بجرحٍ في الفؤاد لا يندمل.. جفّت دموعي، تكسَّرت أضلعي على كثرة غياب الغائبين.. لم يبقَ إلا غيابك شعورًا يُؤرِّق مضجعي.. أنام وهل للنوم طعم أو لذة؟، بل هل للوجود طعم بعد فراقك..؟، لم يأت مثلك يا أبي، ولن يأخذ مكانك أحد.. فقدتُ أبي ففقدتُ أحد أعضائي.. فقدتُ إحدى عيناي وخوفي على عيني الثانية، التي هي أمي، فحُزنها لفراقك يؤرّقني.. دنيانا بلا شمس، فقد كنتَ لنا الشمس التي تُشرق، فتنير لنا الدرب، وتكشف لنا الطريق.. حبّك لا يموت أبدًا، فكيف أقنع قلبي برحيلك..؟، وبقدر شوقي إليك، أستودعك عند الذي له ملكوت السماوات والأرض، وجنان الخُلدِ والفردوس الأعلى بيمينه.. دعواتي لك لا تنتهي، أرجو من الله ربي النعيم المقيم لكَ في أعلى عليين..، أبي فإن أذيتك بدموعي فسامحني، فليس لي -وأنا مشتاقة- حول ولا قوة، فلا أنا الخنساء لأقول: قذى بعينك أم بالعين عوار أم بكت إذ خلت من بيتها الدار ستبقى روحًا تختلف بكل تفاصيلها، فأنت حُبِّي الذي لا يموت حتى بفراقك.. العام الذي رحلتَ فيه هو عام حُزني لفراقك.. أبي عشتَ كريمًا ومت عزيزًا وكنتَ بنا رحيمًا.. أحن لملامحك يا أبي.. ابنتك التي لا تنساك أبدًا تتوق شوقًا لرؤيتك في الجنة، حتى ولو في المنام، وتتمنى أن تكون راضيًا عنها وعن إخوتها وأخواتها، وأدعو الله أن نكون بارين بك وأنت تحت الثرى.