وصف عدد من كبار العمر أيام العيد بالأيام الغالية وقالوا إن الاحتفال بوجود الاهل والجيران كان يستمر لمدة 3 ايام على التوالي تبدأ من ليلة العيد وهو آخر يوم في رمضان بالتجهيزات واعداد الحلويات، حيث تبقى النساء طيلة ليلة العيد يجهزن الافطار لصباح العيد وذلك بمشاركة كل نساء العائلة في البيت الكبير أو في بيت الجد. حكايات روتها الكبيرات لا تخلو من طرافة استعدن من خلالها أجمل الأيام. معايدة ل 3 أيام وترجع أم محمد الغامدي بالذاكرة لخمسين عاما مضت تقول عندما اتذكر ايام العيد قديما في قريتنا بالباحة فلا اشعر سوى بالفرحة والسرور، حيث المعايدات لمدة 3 ايام متتالية من الفرحة والتجمعات بين الاقارب والجيران، فاليوم الاول نقوم بارتداء ملابس العيد الجديدة وفي صبيحة العيد بعد ارتداء الثوب العسيري المطرز وبعد صلاة العيد نذهب بزيارة على كل بيوت القرية للمعايدة وتناول طعام الافطار، وهم كذلك يبادلوننا الزيارة ونستقبل كل الاقارب في المنزل ونتناول الافطار معهم، فلم يكن ذلك الافطار المتكلف ولا الحلويات الشرقية الفخمة وإنما مما يتوفر في المنزل كالخبزة، والعيش، والعسل، والسمن، والعريكة، والرز واللحم فكانت البساطة تكسو كل شيء في ذاك الزمان حتى الزيارة لم تكن بأخذ موعد مسبق من صاحب المنزل وانما البيت مفتوح لكل الزائرين فهي ايام عيد من المعروف الزيارة فيها بل نفرح بالضيف ونستبشر بقدومه، فالقهوة والتمر حاضرة باستمرار لضيافة الزوار، حتى الملابس لم تكن من آخر صيحات الموضة ولاخيارت متنوعة وانما هو ثوب واحد. و تشير الغامدي نستمر في الزيارات المتبادلة الى ان يحين الظهر وبعدها نعود الى المنزل وقد انهينا المعايدات على الجميع، وبعد العصر نتجمع في بيت احد الاقارب لننشد الاهازيج التقليدية او كما نسميها «اللعب» وايضا لمدة 3 ايام العيد. رسالة الوتساب السيدة أم طلال لم تغرد بعيدا عن سرب سابقتها ولكنها انعطفت للحديث عن العيد حاليا حيث لم يعد الامر كما كان وانما يكتفى بصباح يوم العيد بالأبناء والاحفاد في ساعات الصبح الاولى بعد صلاة العيد واما الاقارب والجيران فرسالة عبر الوتساب تكفي وتفي بالغرض فقد تباعدت المنازل وكثرت التكاليف والشكليات غير المبررة، فبعد صحن العريكة الذي كان يجمع اكثر من سبعة اشخاص من الاقارب اصبحت الشكولاتة البلجكية اهم من الزوار انفسهم، فالاصل في العيد هو الزيارات والفرحة واظهار مشاعر البهجة والسرور بعد ان انتهينا من صيام الشهر الفضيل، وليس بكثرة التكاليف والتي بدورها ترهق كاهل رب الاسرة وتخرج العيد من مفهومه الصحيح، وهو شعيرة من شعائر الله التي اوجبها علينا بإظهار الفرحة والسرور. وتستطرد اتمنى أن يعود الزمان ويشعر أطفالنا واحفادنا بمشاعر فرحة العيد قديما، ولكن حياة المدينة القت بضلالها علينا فلم يعد الجار يعرف عن جاره شيئا والاقرباء تباعدت منازلهم واخذتهم مشاغل الحياة عن تفقد اهلهم واحبابهم، ولا اكون مبالغة بأن كبار السن يعيشون غربة مشاعر وغربة زمن فلم تعد الحياة كما كانت بالامس وازدادت سرعة وتيرة الحياة فأصبحنا نعيش في زمن التكنولوجيا التي تفي بالغرض خصوصا في العيد.