في أروقة وجنبات المسجد النبوي الشريف، وداخل الروضة الشريفة روحانية تهفو إليها الأقطار من بلدان العالم، قاصدة طيبة الطيبة مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث رائحة الطيب وماء الورد تعبق من المسجد النبوي جاذبة لنفوس مشتاقة ومتلهفة لتتزود بالقليل من ذاك العطر الذي أصبح ركنا أساسيا من واجبات المشرفين على خدمة المسجد النبوي. مبخرو المسجد النبوي الآغاوات أحمد وإبراهيم.. لم تغب بعد ذكريات آغاوات المسجد النبوي من ذاكرة المجتمع المديني، وفي أركان المسجد النبوي لما كانوا عليه من طبائع وأعمال مشرفة ورفعة وهيبة، حيث كان الآغاوات سابقا يقومون بتبخير المسجد النبوي وتطييب أروقته لينقل هذا الشرف العظيم للعاملين في وكالة المسجد النبوي، ويقول كل من الأغا أحمد وإبراهيم، لن ننسى أيامنا في خدمة المسجد النبوي وتطييبه بأجود أنواع الطيب ونشتاق للعودة إلى مزاولة تطييب المسجد النبوي، ولكن كبر سننا وتعبنا جعلنا عاجزين عن ذلك، وثمنوا جهود العاملين بوكالة المسجد النبوي من حاملي الطيب ووصفوهم بأنهم مشرفون ومكرمون بعملهم أثناء التبخير.. حيث إنه ومن خلال متابعة مستمرة من الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، يتم تكثيف عدد جولات تطييب المسجد النبوي خلال شهر رمضان المبارك في اليوم الواحد إلى ثلاث مرات موزعة للمرة الأولى بعد الإفطار وللمرة الثانية بعد الخمس الأولى من تسليمات صلاة التراويح وللمرة الثالثة قبل أذان الفجر، بينما تكثف عدد الجولات في العشر الأواخر من شهر رمضان إلى أربع مرات، حيث تكون الجولة الرابعة قبل صلاة التهجد، ويتم استخدام أجود أنواع الطيب وماء الورد في عملية تطييب المسجد النبوي والفحم من نوع القرض وبداخل مباخر نحاسية مطلية بالفضة من النوع الكولندي، ويصل عددها إلى نحو 15 مبخرة مخصصة لتبخير المسجد النبوي وقاصديه. مسيرة التطييب من واقع شرف الزمان وخدمة قدسية المكان تبدأ مسيرة ورحلة التطييب من وكالة المسجد النبوي، التي تقع على أطراف ساحاته، ومن هنالك يتشرف المطيبون بتجهيز المباخر والعود بأنواعه وإشعال الفحم استعدادا لجولة روحانية وخدمة مشرفة بها يجوب المطيبون الروضة الشريفة وأروقة المسجد النبوي لتطييب زواره وضيوفه، حيث يتم جلب أنواع الطيب بواسطة مظاريف ورقية ووضعه بكوب من ماء زمزم لفترة قصيرة لتليينه وعدم احتراقه سريعًا، ويتم استخدام فحم القرض في عملية التبخير لسهولة استخدامه وعدم انبعاثه لشرار أو دخان، وحال تجهيز المباخر يتم الانطلاق لبدء عملية التبخير بداية من الروضة الشريفة وصولا إلى أركان وأروقة المسجد النبوي، حيث يتسابق زوار المسجد النبوي على حاملي الطيب لنيل حصة من الرائحة الزكية، التي لطالما تنبعث في جميع أجزاء المسجد النبوي، إضافة إلى تطييب الفرش بمعطر ماء الورد بعد كل صلاة من الصلوات الخمس. العود الأزرق في نبرة يملؤها الاستشعار الديني بشرف الخدمة في مسجد رسول صلى الله عليه وسلم، يشير الشيخ عبدالواحد الحطاب مدير العلاقات العامة والإعلام بوكالة شؤون المسجد النبوي إلى المتابعة الدائمة والمتكررة من ولاة الأمر في سير عمليات وخطط رئاسة الحرمين لما لها من شأن ومكانة عظيمة لدى العالم الإسلامي. وأوضح الحطاب بأن جهود أفراد وكالة المسجد النبوي جاءت محققة للنجاح من خلال التوجيهات والحرص المستمر من الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، في استمرارية منظومة العمل والمتابعة الدقيقة مع إدارات المسجد النبوي، وذكر المستشار عبدالواحد الحطاب مفندا لعملية تبخير المسجد النبوي بأن بدايتها ارتشاف وتطييب لحاملي الطيب ونهايتها دعوة من قاصدي المسجد النبوي، واستطرق الحطاب للعود وماء الورد المستخدم للتبخير ولتطييب سجاد الحرم النبوي، واصفًا إيًاه بأنه من أجود الأنواع وأفخرها كالعود الأزرق والكمبودي والسوبر والدبل سوبر، وأشار إلى استخدام ماء الورد فيه بصفة دورية مكثفة خلال اليوم الواحد مشيرا إلى أن المباخر المستخدمة مطلية بالفضة من النوع الكولندي ويصل عددها إلى نحو 15 مبخرة، وأوضح بأن عملية تبخير المسجد النبوي خلال شهر رمضان المبارك تتم يوميا بعدد ثلاث جولات، بينما تزيد إلى أربع جولات خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، نظرا لكثرة قاصدي المسجد النبوي. انواع البخور المستخدم في تطيب المسجد النبوي