تشهد أسواق الذهب بمكةالمكرمة خلال شهر رمضان انتعاشا مدعوما بمشتريات المعتمرين ومناسبات الزواج بعد عيد الفطر، ويستعد المعتمرين إلى جانب العديد من الأسر التي لديها مناسبات زواج خلال إجازة نهاية العام الدراسي بشراء ما تحتاج إليه من الذهب، حيث تعتبر هذه الأسواق من أكثر أسواق الذهب بالمنطقة نشاطاً في عمليات البيع والشراء ويتراوح سعر الجرام حسب جودة الصنف والنوعية والشركة المنتجة. وتجد الأطقم (الناعمة) خفيفة الوزن المبيعات وتجد إقبالاً جيداً من المشترين نظراً لأوزانها التي تتراوح ما بين 8 - 25 جراماً وأسعار من 500 ريال وتصل إلى قرابة 1500 ريال بينما تتباين أوزان الأطقم الثقيلة وتصل إلى 55 جراماً للطقم. وقال نائب شيخ صاغة مكة وعضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة المهندس عبدالغني الصائغ أن تجارة الذهب إستراتيجية لأنه سلعة آمنة ثابتة أمام التقلبات الكبيرة التي قد تحصل للسلع الأخرى وينتظر تجار الذهب الموسم بفارغ الصبر للاستفادة من رواج عملهم ولا يحبذون ارتفاع الأسعار لأنه في كثير من المواسم فقدوا شرائح كبيرة من عملائهم لهذا السبب، وأضاف: تمثل مبيعات الذهب في شهر رمضان على مستوى المملكة بنسبة 20% من مبيعات الذهب في على مدار العام لأن هذا الشهر يعد موسم التقاء لموسم العيد إضافة لموسم نهاية العام، بينما تمثل مبيعات الذهب بمكة في شهر رمضان نسبة 35% بسبب العمرة وإجازة نهاية العام التي تزامنت بدايتها مع شهر رمضان، ويتوقع بأن حجم زيادة مبيعات الذهب في الشهر الفضيل سيكون أكبر مقارنة مع الشهر الماضي ويعود ذلك إلى رجوع البدلات وانتهاء الدراسة قبل شهر رمضان وزيادة أعداد المعتمرين من مختلف الجنسيات، وأضاف: قديما كانت الذائقة تتجه غالبا لشراء البناجر حيث أنه يمثل التراث والعراقة بالنسبة للذهب وأما حالياً فتتجه الذائقة دائماً لشراء أي نوع من الذهب شرط أن تكون الأطقم خفيفة. وقال ناصر العسيري بائع في أحد محلات الذهب إن المحل في موسم رمضان يشهد ازدحاما من الوافدين للمسجد الحرام ويحرص عدد كبير منهم على شراء مقتنيات الذهب التي تكون بأسعار متوسطة ليهدوها لأهاليهم عند عودتهم لبلدانهم. فيما أوضح نايف القحطاني بائع في محل ذهب ومجوهرات إن المحلات تشهد إقبالاً من الزوار لشراء الذهب والمجوهرات حيث يتراوح سعر جرام الذهب مابين 70-90 ريالا قابلا للزيادة أو النقصان يومياً، وشاركه بالرأي عبدالعزيز اللقماني أيضا بائع في إحدى محلات الذهب، موضحاً أن سوق الذهب انتعش بسبب أن نهاية إجازة العام تزامن مع بداية هذا الشهر الفضيل. وعن زيادة الطلب على الذهب قال مصطفى عقيل إن الزيادة ترافقه زيادة طفيفة في الأسعار ضمن هوامش متفاوتة على أنواع مختلفة من الأصناف، مبيناً أن أسعار الذهب في الأصل مرتبطة بالأسواق العالمية ولكن مبيعات الذهب في مكة ترتفع ب 35% على مستوى البيع في السوق السعودية خاصة التي تقع بالقرب من الحرم المكي. وأبان عبدو سليمان أن بعض محلات الذهب تضع السعر العالمي للذهب بالإضافة إلى احتساب تكلفة التصنيع التي تحددها جودة الصناعة ودقتها وصعوبتها. وقال الشاب عبدالقادر خزراوي معتمر من الجنسية المغربية إن أسعار محلات الذهب بمكة وخاصة التي تقع بجوار المسجد الحرام تتفاوت بحسب جودة وصناعة الأصناف مبيناً بأنه ينوي شراء قطع معدودة من سلع الذهب ويهديها إلى خطيبته، فيما أوضح حسن السعدي معتمر قادم من جدة أنه يجب على التاجر الإلمام بأذواق الناس وثقافتهم وعرض سلعته بشكل يناسب متطلباتهم.