وجه الأردن تحذيرًا شديد اللهجة لأي مليشيا تحاول الاقتراب من حدوده غداة انتشار مليشيا من الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي الشيعي العراقي ومليشيا حزب الله في منطقة التنف على مثلث الحدود الأردنية السورية العراقية. وقال مصدر حكومي أردني إن القوات المسلحة الأردنية في يقظة تامة وقادرة على حماية حدود المملكة بشكل كامل، وحذر قائلًا: «من يقترب من حدود المملكة سيكون مصيره القتل والفناء». عمان ترفض أي وجود إيراني على الحدود ويسود توتر على الحدود السورية الأردنية، وترفض عمان أي وجود لإيران أو ميليشياتها على الحدود، في وقت يتبادل فيه الأردن ونظام الأسد التهديدات، إذ حذر الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، بعمل عسكري داخل الأراضي السورية، في حال اضطرت لحماية حدودها، فيما رد نظام الأسد عبر وزير خارجيته وليد المعلم بالإشارة إلى أن خيار المواجهة مع الأردن يصبح مطروحًا في حال دخلت قوات أردنية للأراضي السورية دون تنسيق مع النظام. إرهاب الدراجات النارية وشهدت المنطقة الحدودية الأردنية السورية اشتباكات بين الجيش الأردني وعناصر حاولوا اختراق الحدود الأردنية، فيما نفذت عمليات انتحارية قادمة من مخيم الركبان في الأراضي السورية ضد مركز مراقبة للجيش الأردن بالدراجات النارية خلال الأسبوع الماضي. ولم يعلن الأردن حتى اللحظة عن الجهة التي نفذت الهجوم الإرهابي على دراجات نارية قادمة من الأراضي السورية مكتفيًّا بإعلان حصيلة الاشتباكات الحدودية وتدمير 3 دراجات ومصرع المسلحين من التنظيمات الإرهابية الذين استهدفوا حرس الحدود الأردني وتمكنوا من إصابة جندي أردني خلال الاشتباكات. بصمة الحشد وحزب الله واضحة مؤسسات القرار الأمني والعسكري في الأردن تجنبت ربما لأسباب أمنية إعلان جنسيات الإرهابيين الذين اخترقوا الحدود واشتبكوا مع حرسه، لكن التقديرات الأولية تشير إلى أن هذا الهجوم يحمل بصمة واحدة تعود إما لمليشيا حزب الله أو مليشيا الحشد الشعبي في ضوء المتغيرات على الأرض السورية، حيث باتت كلا المليشيات على بعد أمتار من الشريط الحدودي الأردني مع سورية، وهو ما وصفه أكثر من مسؤول أردني بأنه «لعب بالنار». الأردن الذي رفع من تأهبه على الحدود خشية تعرض مناطقه الحدودية لسقوط لهجمات جديدة بعد أن زج نظام بشار الأسد بمليشيا إيرانية توزعت بين الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والحشد الشعبي باتجاه المعبر التابع لمحافظة درعا السورية الحدودية مع الأردن ولمعبر نصيب الحدودي، حيث يبعد الأول عن الثاني بكيلو مترين فقط . عمان:سنردع بالقوة وبلا هوادة ويبدو أن عملية «الدراجات النارية» ما هي إلا بروفة إيرانية ورسالة إلى الأردن تحذره من السماح لأي قوات أجنبية أو أردنية من محاولة التوغل في الأراضي السورية، فالمعلومات الأمنية تؤكد أن خطة إيرانية ينفذها الحرس الثوري ومعه مليشيات حزب الله والحشد الشعبي لإلهاب جمع الحدود الأردنية المشتركة مع سورية والعراق، حيث يشهد معبر طريبيل العراقي الحدودي مع الأردن حركة عسكرية نشطة لمليشيا الحشد الشعبي، فيما تسير هذه المليشيا التي خرجت من الموصل مخترقة الأراضي السورية للالتحام مع عناصر الحرس الثوري وحزب الله على الشريط الحدودي مع الأردن، الذي سارع إلى الإعلان أن القوات المسلحة الأردنية بكافة تشكيلاتها وصنوفها ستردع بالقوة وبلا هوادة كل من تسول له نفسه المساس بأمن الأردن واستقراره. الحشد ينفذ مخططًا لمحاصرة المعارضة المراقبون العسكريون لاحظوا أن الحشد يمضي بتصميم على تحقيق مشروع ربط قواته مع قوات نظام الأسد وحلفائه لمحاصرة المعارضة وقطع التواصل بين مناطق سيطرة التنظيم بين البلدين وأضعافها تمهيدًا لإنهائها. ومن أجل تحقيق هدف السيطرة على مناطق غرب نينوى ومسك الحدود، لم يهتم الحشد كثيرًا لتحرير المدن الهامة في طريقه مثل تلعفر والقيروان والبعاج، التي أعلن في البدء أنه سيحررها من «داعش»، ولكنه اكتفى بتطويقها وتركها للجيش العراقي لكي يحررها لاحقًا، مع مواصلة تقدمه صوب الحدود السورية، وهو بذلك يختصر الوقت للوصول إلى سوريا، إضافة إلى تجنب الخوض في معارك مع التنظيم في تلك المدن يدرك أنها تتطلب خسائر كبيرة وخبرة عسكرية متقدمة.