• يصادف رمضان الجاري الذكرى السابعة لوفاة معالي الدكتور غازي القصيبي، أسكنه الله فسيح جنّاته. هذا الرجل الثقيل في المكانة والتأثير، لم يستطع الموت أن يمحو أثره.. بل ذاع صيته أكثر، وأصبح أول المادحين «منتقديه»، وبات اسمًا عظيمًا مخلّدًا، كقدوة ومثل يُحتذى به.. شاعرًا ودبلوماسيًا ورجُلَ دولةٍ مُخضرم.. وكلّما أقرأُ لغازي أستشعر في نفسي بعضًا مما يشبهُه.. في الطموح والأفكار والميول. وأرجو من الله أن يبلّغني للاقتداء ببعض أخلاقه النبيلة.. التي علّمنا إياها قبله رسولنا المصطفى. • في هذا المقال أتحدث عن النفوس غير السليمة.. التي تموت غيرةً وغيظًا من نجاح الآخرين.. وهذه النفوس فعلًا موجودة ومنتشرة.. ولعلك- عزيزي القارئ- تلاحظ ذلك عندما تُحرز أي نجاح.. هل الجميع يفرح لك؟ قد تعلم يقينًا بأن شخصًا معينًا أو أكثر لم يكن سعيدًا بالخبر.. وإذا كنت ممن يحزن بسبب نجاح الآخر فجاهد نفسك على نزع هذه المشاعر.. هذه مشاعر حسد وغيرة سلبية لا تُفيدك.. وتحرق أعصابك (عالفاضي). • لذلك يُقال: إن الحسد أغبى الرذائل فهو لا يعود على صاحبه بأي فائدة، وأقصى أهداف الحاسد زوال نعمة المحسود. بينما السعادة تأتي لنا بأبوابها الواسعة عندما نتمناها للآخرين.. ونفرح لفرحهم. هذا ما استنتجته الأبحاث المختصة في علم النفس؛ وهذا أيضًا ما قاله قبل ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه). • ومن أجمل الأمثلة والكلام حول هذه المسألة هو ما قاله معالي الدكتور غازي القصيبي– يرحمه الله- في أكثر من موضع، حيث يقول: «أرى أن هذا العالم يتسع لكل الناجحين بالغا ما بلغ عددهم، وكنت ولا أزال، أرى أن أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو في حقيقته، هزيمة ترتدي ثياب النصر». • وقال في موضع آخر عن نفسه: »إن رغبتي في إتقان ما أقوم به من عمل لم تعنِ قط رغبتي في التفوق على أي إنسان آخر».. و»لم أشعر أبدًا منذ صغري بغيرة من المنافسين أو اهتمام بمَن يُحرز الأول في الصف، في المكان متسع لجميع الناجحين»! - ختامًا.. لله در الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله! ولله در غازي.. باغته الموت فخلّده!