إبليس هو الحاسد الأول في التاريخ عندما رفض السجود لآدم فهو يعتقد أن هذا شرف لا يستحقه آدم وهضم لحق من حقوقه الإبليسية ، ودفعه هذا الحسد لاخراج آدم وزوجه من الجنة في مسلسل من الوسوسة والكيد يحيكه إمام الحاسدين إبليس . الحسد تسبب في أول جريمة قتل في التاريخ عندما قتل قابيل أخاه هابيل في القصة التي رواها لنا رب العزة والحكمة في سورة المائدة : ( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين ). الحسد شعور قلبي يدفعك لتمني زوال النعمة عن صاحبها ، والحاسد قد يسيطر على قلبه كره الخير للناس بشكل عام ، وقد يدفعه للحسد كرهه وبغضه لشخص بعينه ، فتجده يكره الخير له لأنه يكرهه ، ولذلك تجد نبينا صاحب القلب الطاهر يقول : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ) . الابتعاد عن الحسد يجعلنا أكثر تصالحاً مع أنفسنا ، والانشغال بعيوبنا وعلاجها ونجاحاتنا وتطويرها يشرق روحاً متسامحة محبة للآخرين ، وبعيدة عن النفس الحاسدة المتخمة بمشاعر المنافسة الوهمية التي تجعلنا لا نرى في العالم إلا كرسياً واحداً للنجاح يتقاتل عليه الجميع الحاسد يفترض أن الخير والنعمة التي ذهبت للمحسود هي جزء من حقه ، وهو يستكثر ذهابها لهذا الشخص الذي لا يستحق هذه النعمة ، فيوجه «الطاقة السوداء» في قلبه لهذا الرجل بعملية وجدانية سلبية تسمى الحسد ، وهذه الطاقة السلبية السوداء تجعل الحاسد يرى أن زوال النعمة هو النعمة !!. الإنجليز القدماء يشفقون على الحاسد فيقولون : ( الحاسد يصوب على الآخرين ويجرح نفسه ) ، وهذه الثقافة عن الحسد عبر عنها أديبهم العالمي شكسبير عندما قال : ( لا توقد في صدرك فرناً لعدوك فتحترق فيه أنت ) ، والعرب يتفقون مع الإنجليز في ذلك فيردد الأوائل منهم : ( لله در الحسد ما أعدله .. بدأ بصاحبه فقتله ) ، وفي هذه الحكم رسالة خطيرة للحاسد تكشف له أن الحسد يقتات على سعادتك أنت ، فهو كالنار التي تحتطب نومك وطمأنينتك ، وتشعل الحسرة في قلبك دون أثر على المحسود ، ومن أجل ذلك كان هيغل يردد دائماً : ( الحسد أغبى الرذائل إطلاقاً ، فإنه لا يعود على صاحبه بأية فائدة ) . الابتعاد عن الحسد يجعلنا أكثر تصالحاً مع أنفسنا ، والانشغال بعيوبنا وعلاجها ونجاحاتنا وتطويرها يشرق روحاً متسامحة محبة للآخرين ، وبعيدة عن النفس الحاسدة المتخمة بمشاعر المنافسة الوهمية التي تجعلنا لا نرى في العالم إلا كرسياً واحداً للنجاح يتقاتل عليه الجميع ، ومن تأمل حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام عندما قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) أدرك أن الإيمان والحسد لا يستقران بكمال في قلب واحد . الفرح بالسقوط ليس من شيم الكبار ، وقلب الحاسد يحجب اللسان عن ثناء ما يعجبه ، والحسد إذا تمكن من القلب دفعنا للكذب والغيبة والظلم والاتهام بالباطل ، فدافعوا الحسد بما تستطيعون لأنه سرطان القلب .