طالب مثقفون من اللجنة التي شكلها وزير الثقافة والإعلام لدراسة التعديلات على لائحة الأندية الأدبية وإعادة صياغتها، بالتركيز على المنجز الثقافي بدلًا من الشهادات العلمية، مشيرين إلى أهمية إفساح المجال لأسماء جديدة بالمشهد الثقافي. سلبيات مؤثرة تقول عضو اللجنة الثقافية الأدبية بنادي مكة الثقافي الأدبي فاتن حسين: اعتمدت لائحة الأندية الأدبية في 9 فبراير 2016 من وزير الثقافة والإعلام، ومع ذلك ظهرت بعض السلبيات التي تؤثر على الحركة الثقافية الأدبية، ومن ذلك: 1- المادة السادسة: شروط العضوية وقصرها على إنتاج مؤلف أو أن يكون حاصلًا على مؤهل علمي يتصل باللغات وآدابها، وذلك حول الأندية الأدبية إلى فروع لكلية اللغة العربية؛ نفس الشخصيات ونفس المحاضرات التي يقدمونها في الجامعة، مما قصر حضور اللقاءات على فئة محددة جدًا وأصبحت تخصّصية مملة للآخرين وأظن لو تم إضافة فقرة أن يكون له إنتاج ثقافي أدبي: المقال- القصة- الرواية - الشعر.. حتى ولو لم يتسنَّ له طباعته، بل ممكن أن يقبل في العضوية: من يملك مهارات العزف أو التمثيل، فكل هذا هو جزء من الثقافة والتي تزيد من أعداد الأعضاء بما يحفزهم على الحضور والمشاركة وإثراء المشهد الثقافي. 2- في المادة الثامنة: حقوق العضو العامل وواجباته: أرى أن يضاف لها فقرة «عدم الإساءة للنادي أو تشويه سمعته وتسحب العضوية منه في هذه الحالة»، لأنه للأسف في حالة اختلاف الآراء- وهذا وارد- يعمد البعض إلى تشويه سمعة النادي وهذا يسيء للمشهد الثقافي الكلي، وبالتالي عزوف المثقفين عن الحضور. 3- المادة الثامنة عشرة: نظامية اجتماع الجمعية العمومية: في حالة عدم اكتمال النصاب في الجمعية العادية تعاد لثلاث مرات: مدة لا تزيد على 3 أشهر، ثم بعد شهر، ثم بعد 15 يومًا مع تحديد نصاب في كل مرة وهذا يعطل أعمال النادي لفترة طويلة ويؤدي إلى ركود في المشهد الثقافي، ويكون التعديل: إذا لم يكتمل النصاب في المرة الأولى يحدد موعد لا يزيد على 15 يومًا ويكون النصاب صحيحًا بحضور 20 عضوًا منهم 6 من أعضاء مجلس الإدارة، وهذه الفقرة مرتبطة بالتي تليها وهي المادة التاسعة عشرة: والتي لا تجيز التوكيل للعضو العامل، فبعض الأعضاء لديهم ظروف وآخرون ربما على سفر، فالتوكيل مهم لزيادة عدد الأصوات في التصويت على القرارات، ويكون خطيًا، مع عدم إجازة توكيل أعضاء مجلس الإدارة. هذه بعض الآراء التي نرجو من اللجنة أخذها في الاعتبار عند إعادة صياغة اللائحة. تسجيل موثق ويطالب الشاعر الصهيب العاصمي بوجود تسجيل موثق لكل أمسيات النادي الأدبي وإصداراته وإنتاجه من اجتماعات ومؤلفات ومهرجانات وندوات وانتخابات على قنوات السوشيال ميديا حتى يكون الحجاب بين النادي الأدبي والجمهور شفّافا على جميع أصعدة التواصل، ويشدّد على أهمية إقامة مسابقات في كل مجالات الأدب (مسرح، شعر، قصة) بين الأندية الأدبية محليًّا وإبرازها خليجيًّا أيضًا، ورفع تقارير دورية لوزارة الإعلام عن كل أنشطة الأندية و(تكاليفها) مفوترة ومصدقة، وفتح مجالات التعاون بين الأندية الأدبية لمختلف الأعمار بدءًا من الطفل طالب المدرسة الابتدائية. وطرح العاصمي عدة تساؤلات: لماذا لا يكون هناك تعاون بين الأندية الأدبية وهيئة السياحة كإقامة مناسبات ثقافية أدبية ضمن معالم ورقعة مساحة السياحة في وطني؟ ولماذا لا تتعاون الأندية الأدبية مع أجهزة الإعلام كالتلفزيون السعودي والقنوات الأخرى في رعاية موهبة أو إبرازها أو تبنّيها؟ ويرى العاصمي أن الأندية الأدبية لها إيجابيّات لكنها تقليدية وبطيئة العجلة وصعبة في تواصلها مع الجمهور مقارنة بميزانية الملايين السنوية. تغيير للأفضل وترى الكاتبة مكية البهلولي أن اللقاء الذي حضره رؤساء الأندية الأدبية وعددًا من المثقفين مع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد بنادي جدة الأدبي، كان له المردود الجيد، حيث عكست النقاشات والملاحظات والمداخلات والمطالبات عدة أمور من أهمها تغيير لائحة الأندية الأدبية عن وعي وحرص المثقفين وكان لسعة صدر الوزير وإدراكه لأهمية المتطلبات والمقترحات التي تقدم بها رؤساء الأندية والمثقفون نتائج مثمرة تصب في مصلحة الأندية الأدبية بالمملكة وجعلها تواكب رؤية 2030. وقد ترك الوزير مساحة كبيرة لتقديم المقترحات التي يرونها وتهدف للتغيير للأفضل وليس مجرد التغيير، ومن وجهة نظري المتواضعة باعتباري وليدة جديدة في النادي الثقافي الأدبي بمكةالمكرمة لي بعض التطلعات والتي آمل أن تحقق، على سبيل المثال لا الحصر: - يفضل أن يكون موقع النادي في مكان له تاريخ أثري. - أن تكون هناك لجنة خاصة مركزية تشرف على جميع أنشطة الأندية الثقافية بالمملكة وبرامجها وتكون من مسؤولياتها فتح باب التنافس بين الأندية وتقويمها من خلال أنشطتها والمواضيع والضيوف ومدى الاستفادة وتكرم هذه الأندية وتحفز باقي الأندية. - أن يكون هناك حلقة وصل بين الأندية إلكترونيًا ليتحقق التواصل وتبادل الأفكار والبرامج والأنشطة. - أن يتم تكريم أعضاء النادي الملتزمين بالحضور لأنشطة النادي. أسبوعان فقط! ويطرح الكاتب والناقد المسرحي تميم الحكيم عدة استفسارات هامة، وهي: هل أسبوعان كافيان لإنجاز تعديل اللائحة؟ وأين موقع الأندية الأدبية من هيئة الثقافة؟ وهل ستكون هذه الأندية أدبية أم أدبية ثقافية؟.. كيف سيتم اختيار أعضاء الجمعية العمومية للأندية الأدبية، هل وفق اختصاص الشهادة أم وفق معايير أكثر واقعية؟.. هل سيكون دور الجمعيات العمومية انتخاب مجالس الإدارات ثم مراجعة الحساب الختامي نهاية العام؟ أم أنها ستكون سلطة تشريعية لبرامج الأندية؟ هل سيكون هناك نسبة من المعينين في مجالس الإدارات، خاصة وأن ولي الأمر أقدر على اختيار الأصلح؟.. هل ستراعي اللائحة الجديدة أن إدارة الأدب تختلف عن موهبة الأدب وليس من الضرورة أن يصلح كل أديب لإدارة مؤسسة أدبية؟. حقق رؤساء الأندية الروّاد خلال أكثر من ثلاثة عقود نجاحات تخلد ذكراهم، ولعل من أسباب ذلك هامش الحرية الذي لا يقيد بلوائح رسمية والذي هو تربة الإبداع ومقاس الإخلاص، هل سيتم مراعاة ذلك؟.. هذه غيض من فيض من أسئلة تبحث عن إجابات ولعل في جهود لجنة مراجعة اللائحة. مطالبات المثقفين: 1. التركيز على المنجز الثقافي بدلًا من الشهادات العلمية. 2. إفساح المجال لأسماء جديدة للمشاركة في الحراك الثقافي المحلي. 3. تعديل فقرة عدد نصاب الحضور في الجمعية العمومية. 4. عدم تكرار ظاهرة التكتلات السابقة في مجالس الأندية الأدبية. 5. التعاون بين الأندية وتبادل الأفكار والبرامج والأنشطة. 6. لجنة خاصة للإشراف على جميع أنشطة الأندية الثقافية بالمملكة. 7. تعاون الأندية الأدبية مع الهيئة الثقافية لتقديم برامج مشتركة. تشكيل لجنة لإعادة صياغة لائحة الأندية الأدبية كان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العود قد وجّه يوم أمس الأول بتشكيل لجنة من ثمانية أعضاء مهمتها القيام بمراجعة لائحة الأندية الأدبية واقتراح صياغة جديدة للائحة خلال أسبوعين من الآن، وعلى أن تجتمع اللجنة وتختار من بين أعضائها رئيسًا لها، وتتكوّن اللجنة من: حمد القاضي، حسين بافقيه، سعيد آل مرضمة، د.عبدالله السلمي، ماجد المطلق، محمد الحمد، محمد الجلواح، كوثر قاضي. وبهذا فإنه تم تأجيل انتخابات الأندية الأدبية التي كان مقررًا لها في شهر رمضان الجاري، لحين صياغة اللائحة الجديدة وإعلانها. المبدع المنتج وقال الدكتور عبدالله الزهراني، عضو نادي مكةالمكرمة الثقافي الأدبي: «في ظني أن مجالس الأندية الحالية أرهقها الانتظار ولعل أهم ما يمكن الآن التركيز على المبدع المنتج وأن من كان كذلك يحب أن تحدده اللائحة. وأشار إلى أن حكاية الشهادة اللغوية بدون معرفة أبجديات الإبداع والحركة الثقافية يوضع لها حد، إذ سيتسلل لمجالس الأندية المجاهيل والشللية، مما يعني تردّي الثقافة، متمنيًا أن ينظر إلى أن من كان في سنوات مضت في الأندية أن يفسح المجال لجيل آخر. لا للتكتلات ومن جانبها قالت الكاتبة سما يوسف: «في رأيي المتواضع ألا يقبل إعادة ترشيح من كانوا في القائمة السابقة في عضوية النادي، ونأمل ألا تتكرّر ظاهرة التكتلات السابقة في مجالس الأندية الأدبية، وألا يقبل ترشيح طلاب كليات اللغة العربية في الجمعية العمومية لترشيح أساتذتهم، كما أطالب بالترشيد من الهدر المالي الذي خصص للأندية الأدبية وعلى سبيل المثال عدم صرف قيمة التذاكر للدرجة الأولى سوى للمشاركين ببحوثهم فقط.