أثار كتاب (الخبيتي) للباحث والشاعر مفرج السيد العديد من ردود الأفعال حول ربط اسم الفن بالمكان عندما عرف كلمة «خبيتي»، التي يُنسب إليها هذا الفن، فيرى أنها تصغير لكلمة «خبت»، التي تعني المتسع من الأرض أو بطون الأودية، و«الخبيتي» إيقاع غنائي كان يؤدي في الخبت خارج القرية، لذلك يسمى «خبيتي»، ومن بين رودور الأفعال ما كتبه الدكتور عبدالله المعيقل الباحث والناقد الأدبي المعروف، الذي كتب حول هذا الموضوع قائلا: الحقيقة أنني لا أطمئن لهذا التعليل ولا أستريح له، وفي الوقت نفسه لا أستطيع أن أجزم بخطأ من يؤمن به، ولكنها تساؤلات عبرت أفق خيالي، كما تقول أم كلثوم، ما دمنا في موضوع الغناء، فلماذا مثلا لم ينسب الخبيتي إلى كلمة الخبت نفسها؟ لماذا نسب للتصغير: خبيت؟ ولندع عنا ما يقال: إن التصغير هنا للتحبب والتمليح، لأن كلمة خبت مكونة من ثلاثة حروف فقط، ويسهل النسبة إليها لو كان هذا الفن مرتبطا في نشأته الأولى بالخبت «الصحراء»، فالصحراء لها ألحانها المختلف ذات الطابع البدوي، وبعضها تمارس جماعيًا، والبعض انفراديا، كالغناء على الربابة، وليس لآلة السمسمية، التي يؤدي عليها الخبيتي أي علاقة بالصحراء. من تجربتي باعتباري عشت في بيئة تحتفي بالخبيتي؛ أقول إن الخبيتي ممارسة تؤدي داخل القرية وبين منازلها مساءً، ولا تؤدي خارجها، وتؤديه النساء في المنازل في غير مناسبات الأعراس. فالخبيتي، لون قروي حضري يمارس داخل القرية، ضمن ألوانها الغنائية الأخرى، وهو لون مسامرة ليلية يذكرنا إيقاعه بالسامري الدوسري والزار المصري. ومن هنا، يمكن القول: إن «الخبيتي» لا يمت بصلة واضحة ومؤكدة للخبت، وإنما هو نوع من الإيقاع في الغناء الشعبي، ومعظم ما نعرفه من غناء في الجزيرة لا ينسب إلى مكان مثل «الرديح والحرابي والرجيعي والعجل والسامري والخطوة والمزمار والمجرور والحدري وزيد»، وغيرها.. بل يحتفظ عادة بمسمى له علاقة بالأداء نفسه.. وهناك لون واحد حديث ينسب إلى المكان هو الغناء الينبعاوي، وهو إيقاع معروف في مصر الآن. بقي أن نشير إلى أن موقع (ويكيبيديا، الموسوعة الحرة) عرفت الخبيتي بأنه من الفنون الشعبية الراقصة الجميلة، وهو فن قديم تدخل فيه من الإيقاعات الدفوف بصورة رئيسة وكذلك السمسمية وهي آلة وترية وأشهر من يؤدي فن الخبيتي أبناء بدر ورابغ وينبع وغيرهم من أبناء الساحل الغربي في السعودية، وهناك الكثير ممن يجيدونها من أبناء هذه المناطق سواء من كبار السن أو صغارهم، وقد يكون في ساحة اللعب أكثر من راقص، مما يزيد في حماسهم خاصة عندما ينسجم الراقصون مع أنغام الإيقاع عندما يأتي اللاعب بما يشد انتباه المشاهد من أصول هذه الرقصة مثل التثني والدوران، مما ينسجم مع ضربات الإيقاع ومع آلة نفخ رئيسة ومشهورة في هذا الفن هي آلة المزمار أو البوص، كما تسمى في بعض المناطق وهي عبارة عن قصبتين مجموعتين مع بعضهما البعض لها لاعب خاص يجيد فن اللعب بها عن طريق النفخ المتواصل، أي دفع الهواء وسحبه مثلها مثل آلة الصرناي - آلة أخرى معروفة في فن الليوه - وعادةً من يجيد العزف على آلة الصرناي يستطيع أن يعزف على هذه الآلة للتجانس بينهما فنيًا وفي هذه اللعبة يلبس الراقصون ثوب الحويسي وهو ثوب تراثي قديم ومشهور في هذه اللعبة لتمتعه بمزايا في تصميمه تساعد الراقص على الإتيان بحركات دورانية جميلة ومميزة، وفي إسبانيا خاصة في الجنوب هناك رقصة مشهورة عندهم يسمونها الفلمنكو وفيها يرتدي الراقصون زيًا مشابها للثوب الحويسي، وإن اختلفت الإيقاعات أو آلاتها فقط وجه الشبه في الزي. أما أصل التسمية فهي فصيحة إذ وردت في المعجم الوسيط الجزء الأول الخبت من الأرض ما انخفض واتسع والمنخفض فيه رمل والوادي العميق الممدود فيه نبات والجمع خبوت وأخبات، ولهذا الفن أشعار كثيرة مثله مثل غيره من الكثير من الفنون الشعبية القديمة، وأشعار هذا الفن من الأشعار القديمة والهائمة مجهولة اللحن والملحن والشاعر وتدخل الآلات في مطالع هذه الأشعار، مما يساعد على ضبط قوالبها اللحنية وبعض هذه الأشعارلا تدخل فيها الآلات.