الحديث عن الشاعر الكبير: أحمد شوقي ذو شجون، فهو من الشعراء الذين ظُلموا، وتعرَّضوا لحملة افتراء شرسة، شأنه في ذلك شأن: أبي تمام، والمتنبي، وكأنَّه قدر الشعراء العظام أن تنبري لهم فئة مفتريَّة تحاول النَّيل من مجدهم العظيم غيرةً وحسدًا، والنتيجة معروفة؛ أن أولئك الشعراء يزدادون ألقًا ومجدًا وشهرةً مع الأيام. ولا نريد أن نطيل في الموضوع: النَّيل من شوقي، فقد أنصفه المنصفون مثل: مارون عبود من خلال كتابه: على المحك، والشاعر الحديث الكبير المتميِّز: أحمد عبدالمعطي حجازي، من خلال الاعترف بريادته وأستاذيَّته من خلال كتابه: أحفاد شوقي. وشوقي فضلاً عن إبداعه الشعريِّ له إبداعات مميِّزة مثل: - الشعر المسرحي: فهو الذي أعطى للمسرحيَّة بعدها الشعري في مرحلته. - القصص الشعري للأطفال: من خلال القصة على ألسنة الحيوان، وهذ ملمح إنساني يعكس مدى اهتمام شوقي بالطفولة. - النفس الشعري الطويل في كتابة القصيدة الطويلة، وهذا ملمح لا ينافسه فيه إلاَّ الشاعر العباسي: ابن الرومي. وبالمناسبة.. فشوقي لو ظهر في العصر العباسي، فسيجد له مكانًا بارزًا؛ بل وسينافس في ذلك العصر الذهبي الشعري الفريد. أمَّا في العصر الحديث، فهو البداية الشعريَّة القويَّة فيه، وما أعطاه يناسب مرحلته، ولا يمكن أن نطلب منه أن يكون كشعراء: المهجر، أو أبولو الذين تلوه زمنيًّا. أمَّا ما يتَّصل بقضيّة أمارة الشعر، فالذين اختاروه لها هم كبار شعراء عصره مثل: - حافظ إبراهيم. - معروف الرصافي. - الأخطل الصغير، وغيرهم كثير. وأخيرًا؛ فمن عبقرية شوقي أبياته السائرة أو الشاردة مثل: ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل إن السيف أمضى من العصى وقوله في امرأة متناهية الحسن: حوت الجمال فلو ذهبت تزيدها في الوهم حسنًا ما استطعت مزيدا رحم الله الراحل الكريم الشاعر العظيم: أحمد شوقي.