عندما هاجم “العقّاد” الشاعر الكبير: أحمد شوقي في بداية الثلاثينات الميلادية ومن خلال كتاب: “الديوان” الذي ألّفه بالاشتراك مع المازني؛ ظهر وقتها وبعد ذلك أن العقاد كان يأخذ على شوقي عدم التجويد والتقليد بمعنى أنه شاعر تقليدي غير مجدد! وبعد نحو خمسة وعشرين عامًا -ربع قرن من الزمان- كتب العقّاد نقدًا في شوقي بعد ذهاب ثورة انفعاله التي ارتبطت بنزق الشباب فأكد أن شوقيًّا شاعر وسط لا هو بالتقليدي ولا هو بالمجدد.. ولو عاش العقّاد خمسة وعشرين عامًا أخرى، وخفّت ظاهرة العصبية في نقده لأكد تفوّق شاعرية شوقي! والقضية في واقع الأمر ترجع إلى “نزق” و”افتراء” واضح من العقّاد على شوقي سواء في اللغة السوقية والمفترية والتي ظهرت من خلال كتاب الديوان، أو من خلال مواقف العقّاد التالية المتناقضة مع التجديد من جهة ومع الموضوعية من جهة أخرى. أما مواقفه المتناقضة مع التجديد فظهرت من خلال رفض شعر الشاعرين الكبيرين: صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي، وادعائه أن شعرهما “نثر”، وهذا الفهم الخاطئ يجعل الشك يتسرّب لفهم العقّاد للشعر بعامة، وأنه فهم قاصر، كما ظهر فهم له قاصر في القصة! وأما تناقض العقّاد مع الموضوعية فيظهر من خلال حديث استمعت إليه فيه يشيد بشاعرية المازني ويعتبره “شاعرًا عظيمًا” هكذا! مع أن الدكتورة: نعمات أحمد فؤاد في رسالتها عن المازني الماجستير بعنوان: “أدب المازني” كشفت ضعف شاعرية المازني واختلاساته العربية والأجنبية.! لقد كان العقّاد عاجزًا تمامًا عن إثبات شاعريته المتواضعة، فما اكتفى بذلك؛ بل صنع شاعرية وهمية لشاعر وهمي. ورحم اللّه الناقد اللبناني: “مارون عبود” الذي قال رأيه في شجاعة في شعر العقّاد.. ولم يخشَ “الكاتب الجبار!”، الذي كان: “يخوفون به الآخرين”.