قال سبحانه وتعالى (...إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوًا لكم فاحذروهم) وقال: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا...) وقال: (..وبالوالدين إحسانا).. يا سبحان الله أن جعل لنا من الأولاد زينة وبنفس الوقت جعل منهم أعداء لوالديهم وحذّرنا منهم لعلمه بما سيكون جلّ ذكره ومن ثمّ أمرنا بالإحسان إلى والدينا وفى الحديث قال: رجلٌ من الصحابِة: يا رسولَ اللهِ، كم الكبائرُ؟ قال تسعٌ، وعدّ منها عقوقُ الوالدَيْن، وعقوق الوالدين له عقاب شرعى فى الدنيا قبل الآخرة. فهل يعي الشباب هذا الفعل ويعلمون تلك الحقوق ويعترفون بها ويؤدونها كما ينبغي منهم، لعل هذا يحصل فالله هو الهادى إلى سواء السبيل ومن فضل الله أن جعلنا أمة وسطية فى كل أمورنا الدينية والدنيوية وحينما أوجبت شريعتنا البرّ بالوالدين أوجبت أيضا عقابًا على العاقين،جزاء دنيويًا سابقاً لعقاب اليوم الآخر، وتطبيق ذلك على من استحقه لا شكّ واجب شرعًا، ولا أجمل من تلك الأحكام الشرعية التى صدرت مؤخرًا بحقّ الشاب الذى حاول تفجير المنزل بوالديه وإحراقه، فحكم عليه بالسجن والجلد.. كل هذا تأديبًا لمن أساء إلى والديه اللذين قال الله عنهما فى كتابه العزيز» فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما» فكيف بالمرء أن يفعل بوالديه أو أحدهما كما فعل هؤلاء!! هل معنى هذا أنهم لم يقرأوا القرآن أم أنهم قرأوه ولكن تجاهلوا مضامينه!، ألم يعرفوا من السنة ما يوجب برّ الوالدين وحتى بعد موتهما، علمًا أن من فضائل برّ الوالدين أنه سبب لدخول الجنة وأنه من أحب الأعمال إلى الله وأن برّ الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ. إنّ برّ الوالدين يشمل الإنفاق عليهما عند الحاجة، والسمع والطاعة لهما في المعروف، وخفض الجناح لهما، وعدم رفع الصوت عليهما، ومخاطبتهما بالأسلوب الحسن. والتأكيد بأنّ العقوق ضد البرّ، وهو من أكبر الكبائر عند الله. وعلى الشباب أن يعوا حقوق الوالدين وتعظيمها، وحقيقة: إنّ الأمر لخطير جدًا أن يتعامل إنسان مسلم مع والديه كما فعل هؤلاء، فاللهم اغفر لوالدينا وارحمهما كما ربيانا صغارًا، فيا إخوتى ويا شباب الإسلام برّوا بآبائكم تبرّكم أبناؤكم.