نشرت صحيفة الجزيرة السعودية بالأمس على صفحتها الأولى خبراً على لسان رئيس هيئة الترفيه بعنوان ( ندرس إنشاء دار أوبرا عالمية ... وافتتاح دور للسينما ) وتضمن الخبر مقابلة قامت بها وكالة ( رويترز ) مع رئيس الهيئة قال فيها إن المملكة ستفتح دور سينما وستبني دار أوبرا عالمية يوماً ما ، وأن الهدف توفير ترفيه يشبه بنسبة 99% ما يحدث في لندن ونيويورك ولكنه في نفس الوقت أوضح بأنه بعد عقود من النهج الثقافي المحافظ فإن مثل هذا التغيير لن يحدث سريعاً غير أنه أكد بأن الغالبية من السعوديين هم أقل من 30 عاماً ويريدون هذه التغييرات والإصلاحات وهم (معتدلون) ويسافرون ويذهبون إلى دور السينما وإلى الحفلات الموسيقية وهو يعول على الشريحة المتوسطة والتي تبلغ 80% من السكان . المقابلة أعلاه نشرت في العديد من المواقع الإلكترونية ، ويبدو أن بعض الصحف الأخرى تحفظت على نشرها بالرغم من أهميتها وإنشاء وسم لنفس الموضوع بموقع التواصل ( تويتر ) حقق أرقاماً قياسية وأثار ردود أفعال مختلفة خصوصاً وأن المقابلة تأتي بعد حوالي ثلاثة أشهر من زيارة رئيس هيئة الترفيه لسماحة مفتي عام المملكة بمقر هيئة كبار العلماء وذلك على أثر ما أشيع بشأن ترخيص الهيئة لإقامة دور سينما حيث أكد معالي رئيس هيئة الترفيه - في ذلك الوقت وعند لقائه بسماحة المفتي - عدم صحة تلك الأخبار، كما أكد سماحة المفتي في رده على أحد الأسئلة في إحدى القنوات الفضائية بشأن السينما ( نعلم أن الحفلات الغنائية والسينما ضارة وفاسدة) . تحول كبير سيشهده مجتمعنا خلال الفترة القادمة في العديد من المجالات ولن ينحصر هذا الأمر في السماح بالسينما أو قيادة المرأة للسيارة أو غيرها من القضايا الاجتماعية الأخرى والتي من غير المعروف سبب منعها طوال السنوات الماضية ولكن يعول الكثير من المسؤولين على رغبة الأغلبية في المجتمع بشأن تحقيق هذا التحول في بعض القضايا وذلك بما يتناسب مع عاداتنا وقيمنا ولا يتعارض مع ضوابط الشريعة الإسلامية ، ولكن علينا في نفس الوقت أن نكون حذرين ويقظين من عدم استغلال بعض الجهات المشبوهة لهذا التحول وقيامها بإطلاق حملات تساهم في إثارة الفتن وزعزعة الأمن خصوصاً وإنه يأتي بعد فترة طويلة من المنع لأسباب غير واضحة. مجموعة الإصلاحات التي تضمنتها رؤية 2030 شملت تغيير المشهد الثقافي غير أن هذا التغيير يحتاج إلى تدرج وحكمة وهدوء كما يحتاج إلى دعم من خلال الرأي العام ودراسات استطلاعات الرأي والمختصين، وعلى الرغم من أن مضمون المقابلة كشف مؤشرات مهمة عن خارطة الترفيه المستقبلية إلا أن بعض جوانبها أثار جدلاً واسعاً بين فئات المجتمع كنا في غنى عنه في هذا الوقت ولعل هذا السبب الذي ساهم في تحفظ بعض الصحف من نشر المقابلة .