انطلق الاستعداد للجولة الثانية من السباق المحتدم للفوز برئاسة فرنسا مبكرا أمس بعد ساعات من إعلان نتائج الجولة الأولى، وأشارت آخر أرقام صادرة عن وزارة الداخلية إلى أن مرشح الوسط الشاب إيمانويل ماكرون حصل على نسبة 23.74 بالمئة من الأصوات مقابل 21.53 بالمئة لزعيمة اليمين المتطرف ماريان لوبان.وتوقع استطلاع للرأي أجراه مركز هاريس أن يفوز ماكرون في الجولة الثانية بنسبة 64 بالمئة من الأصوات مقابل 36 بالمئة للوبان. ولم تختلف كثيرا نتائج استطلاع آخر أجراه إبسوس/سوبرا ستيرا.وفيما بدأت لوبان هجوما مبكرا على ماكرون، رحبت ألمانيا بفوز الأخير ووصفته بأنه الأفضل لمستقبل أوروبا، ومن جانبها اعتبرت الصحافة الفرنسية أن خوض مرشح الوسط ومرشحة اليمين المتطرف للجولة الثانية هو ضربة قاضية لليمين واليسار . تضامن لإيقاف اليمين المتطرف وفي إقرار بالهزيمة حتى قبل صدور الأرقام دعا عدد من المرشحين المهزومين أنصارهم إلى وقف ماريان لوبان، وأعلنوا دعمهم لماكرون ويبدو أن لوبان ستلقى نفس مصير والدها عندما تواجه ماكرون بعد نحو أسبوعين. وحث المرشح الاشتراكي المهزوم بنوا هامون ورئيس الوزراء الاشتراكي برنار كازنوف والمرشح اليميني المهزوم فرانسوا فيون الناخبين على الاحتشاد وراء ماكرون في الجولة الثانية. الصحافة تشبه النتائج بالانفجار الكبير شبهت الصحافة الفرنسية مرور ايمانويل ماكرون ومارين لوبن الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ب «الانفجار الكبير» الذي وجه «ضربة قاضية لليمين» وطرح اليسار أرضا. - صحيفة «لو ايكو» الاقتصادية عنونت ب»الانفجار الكبير»، مشيرة الى ان ما يبقى من هذه الانتخابات هي عبارة «سئمنا من النظام القائم، والقطع التام مع الماضي».وأضافت: «اختار الناخبون الاحد طيّ صفحة من الحياة السياسية الفرنسية كما تمت هيكلتها منذ بداية الجمهورية الخامسة». - صحيفة «لاكروا»: هذه النتيجة تشكل زلزالا سيخلف هزات ارتدادية تكون دائمة». - «لوبينيون» الليبرالية فكتبت «ان الناخبين الفرنسيين فتحوا هذا الاحد 23 نيسان/ابريل صفحة جديدة من تاريخ الجمهورية الخامسة باخراجهم من السباق الرئاسي لكافة ممثلي الاحزاب السياسية الذين حكموا بشكل او آخر البلاد في العقود الماضية». - صحيفة «لوفيغارو» اليمينية عنونت ب «ضربة قاضية لليمين» مضيفة انه «بالتالي خسر ما كان (يعتقد انه) مضمون».وأضافت الصحيفة «في وقت كانت فيه الرغبة في التناوب بعد ولاية (اشتراكية) اعتبرها الجميع كارثية، على أشدها، لن يكون (اليمين) للمرة الاولى في تاريخه ممثلا في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية». - صحيفة «ليبيراسيون» اليسارية قالت ان ماكرون الاوفر حظا بات «على بعد خطوة» من الحكم. وأضافت: «ستكون المواجهة في الدورة الثانية بين الاشتراكية الليبرالية من جهة والنزعة القومية من جهة اخرى، بين الانفتاح والانغلاق وبين أوروبا الموحدة وفرنسا المعزولة» مؤكدة انه «مبدئيا وبفضل الجمهوريين من كافة الاحزاب، سيفوز الشاب الذي حلّ أولا في الاقتراع». لكنها أشارت الى ان «الجبهة الوطنية حققت أفضل نتائجها في الانتخابات الرئاسية. واذا تحولت المعركة الى صراع بين شعب ونخب من سيكون بامكانه ان يتكهن بشكل دقيق بالنتيجة؟ وفي ديكور جديد يصبح كل شيء ممكنا. وبالتالي يجب التيقظ». - صحيفة «اومانيتي» الشيوعية وضعت صورة لمارين لوبن وقد كتب عليها «أبدا»، وكتبت الصحيفة «لنرص صفوفنا لقطع الطريق امامها». لوبان تبدأ الهجوم مبكرا وقد شنت أمس مرشحة اليمين المتطرف لوبان هجوما لاذعا على منافسها مرشح الوسط ماكرون، إلى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة المقررة في السابع من مايو أيار واصفة إياه بأنه «ضعيف» في مواجهة الإرهاب (الإسلامي).وقالت للصحفيين: «أنا على الأرض للقاء الشعب الفرنسي وجذب انتباهه إلى قضايا مهمة بما في ذلك الإرهاب (الإسلامي) الذي أقل ما يمكن أن نصف تعامل السيد ماكرون معه بأنه ضعيف.»وتابعت «السيدة ماكرون ليس لديه مشروع لحماية الشعب الفرنسي في مواجهة أخطار الإسلاميين» مضيفة أن الجولة الثانية مع ماكرون ستكون استفتاء على «العولمة المنفلتة». ألمانيا ترحب بفوز الشريك الأوروبي من جانبه أعرب وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل عن أمله في حدوث انطلاقة في أوروبا بعد فوز المرشح الليبرالي إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسة الفرنسية. وقال جابرييل أمس في العاصمة الأردنية عمان إنه يتوقع أن ماكرون لديه فرص جيدة في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية ضد المرشحة اليمينية ماريان لوبان، مرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف. وتابع وزير الخارجية الاتحادي قائلا: «إن ذلك (فوز ماكرون) مهم بالنسبة لفرنسا، وبالنسبة لأوروبا أيضا»، موضحا أن ماكرون لديه الشجاعة والأفكار والقوة على قيادة بلاده وإخراجها من «الخمول» وتجاوز انقسام أوروبا. وأشار إلى أن برنامج لوبان على العكس من ذلك يمكن أن يكلف فرنسا وأوروبا «مئات الآلاف، إن لم يكن ملايين الوظائف». برنامجان على طرفي نقيض لكسب أصوات الناخبين يعرض إيمانويل ماكرون ومارين لوبان ، برنامجين في تعارض تام حول معظم المواضيع، مع اشتداد الاختلاف بينهما خصوصا في ما يتعلق بأوروبا: أوروبا تعتزم رئيسة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن التفاوض مع بروكسل حول الخروج من اليورو ومن فضاء شينغن. وفي ختام المفاوضات، سوف تنظم استفتاء شعبيا حول انتماء فرنسا إلى الاتحاد الأوروبي. كما تطالب بوقف العمل بالمذكرة الأوروبية حول تنقل العمال الأوروبيين بين دول الاتحاد، وترفض اتفاقية (سيتا) الموقعة بين الاتحاد الأوروبي وكندا. أما إيمانويل ماكرون، فيعرض عقد «مؤتمرات ديموقراطية» في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات الألمانية في خريف 2017، بهدف التوصل إلى وضع مشروع تتبناه جميع الدول الراغبة بذلك. الهجرة تدعو مارين لوبن إلى الحد من الهجرة بما لا يزيد عن عشرة آلاف شخص في السنة، ودعت حتى في نهاية حملتها إلى «تعليق» الهجرة الشرعية. وتعتزم تشديد شروط اللجوء ولم الشمل العائلي، وترفض تسوية أوضاع الأجانب الموجودين في فرنسا بصفة غير شرعية. وتدعو إلى طرد الاجانب الذين يرتكبون جرائم وجنح تلقائيا من فرنسا. وتعتزم كذلك حظر الحجاب ولباس البحر الإسلامي (بوركيني) في الأماكن العامة، خلافا لطروحات إيمانويل ماكرون. ويتعهد المرشح الوسطي بالنظر في طلبات اللجوء في أقل من ستة أشهر، بما يشمل طعون الاستئناف. التربية والعائلة تعتزم لوبن إلغاء نظام «المدرسة الواحدة» الرامي إلى توحيد التعليم لجميع التلاميذ، وكذلك إلغاء إصلاح الدوامات المدرسية وفرض ارتداء بدلات في المدارس. إيمانويل ماكرون سيمنح استقلالية للمدارس في مجال التوظيف، ويشجع «المناطق ذات الأولوية في التعليم» لدعم الأحياء الصعبة. كما يعتزم حظر الهواتف النقالة في المدارس.