خُلقنا لنسعد، لننعم بالحياة الجميلة، لنتعارف، لنتلاطف مع عباد الله، لنكّون علاقات سواءٌ كانت أسرية أو زوجية أو صداقات، نختلف في آرائنا نظرًا لاختلاف أفكارنا وبيئاتنا ولكن نظل نحتفظ بعلاقاتنا السّوية التي لا مساس فيها بأي شكل من الأشكال لغيرنا بأذى فكما قيل «الاختلاف لا يفسد للود قضية». لكن يوجد من البشر بمجرد اختلافه مع أقرانه يبدأ الصوت يرتفع، وبعضهم يبدأ قلبهُ يحمل الحقد على غيره، والآخر يدّبر مكيدة لقرينه، وشتان أن تكون فيهم بذرة إيمان، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) فوصف المسلم بأنه لا يصل إلى المسلمين منه إلاّ الخير والمعروف، فلا يكتمل إسلام العبد حتى يحب المسلمين ويترك أذاهم ويبتعد عن ظلمهم، فكلما كان الانسان راقيًا بفكره وأخلاقه كان أسعد الناس وكسب مودة الناس، وكسب محبة الله له، وكلما كان الانسان متعصبًا لرأيه منتهكًا لحقوق الآخرين كان أبغض الناس وكسب بغض الناس وكراهيتهم، وكسب بغض الله له في الدنيا والآخرة، فلقد حذرنا الله سبحانه وتعالى في مواطن عدة في القرآن الكريم، وأحاديث السنة النبوية بينت لنا عواقب أذية الآخرين سواء باللسان أو اليد. ويقول الشافعي: وربَّ ظلومٍ قد كفيت بحربه فأوقعَهُ المقدورُ أيَّ وقوع وحسبُكَ أن ينجو الظلومُ وخلفَهُ سهامُ دعاءٍ من قسيِّ ركوعِ ولنتذكر أنّ هُناك من يرانا ويسمعنا ولا تأخذه سِنة ولا نوم، كما قال علي بن أبي طالب: لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدرًا فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنم