في لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خاطب ترامب السيسي بقوله: «لديكم صديق وحليف في الولاياتالمتحدة، وأنَّ أمريكا تدعم مصر وشعبها، وأنَّها ستكون داعمًا قويًّا لها». وقبلها وبعد زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة، ولقائه الرئيس ترامب، أكَّد ترامب وأركان إدارته في تصاريح عدَّة دعم المملكة، ووقوفهم إلى صفِّها بكلِّ قوَّةٍ ضد التهديدات الإيرانيَّة للمنطقة، وتزايد نفوذها في اليمن، وتدخلاتها في دول الخليج، وسعيها لضرب استقرار تلك الدول، كما يحدث في مملكة البحرين. الزيارتان للأمير محمد، والرئيس السيسي أعادتا روح الشراكة الإستراتيجيَّة للعلاقة بين واشنطن، وحلفائها التقليديين من الدول العربية الكبرى، والتي كانت قد شهدت فتورًا واضحًا خلال سنوات حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كما أشار إلى ذلك الأمير محمد في حوار سابق له مع وكالة بلومبيرغ الإعلاميَّة، بقوله:» مشاوراتنا الإستراتيجية لم تعد كما كانت في السابق « . إدارة أوباما، ولأسبابٍ مجهولة ارتأت انحيازها لصفِّ إيران في تحوُّل استعصى على فهم كثيرٍ من المحلِّلين السياسيين، بالرغم من معارضة داخليَّة من مراكز القرار، كالكونغرس، وعددٍ من مراكز الأبحاث الأمريكيَّة لتعارضها الكبير، وتحوُّلها الراديكالي عن السياسة الأمريكيَّة التقليديَّة، التي ترى في تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة تهديدًا لمصالحها، كما أنَّ دعم إيران لجماعات التطرُّف كالقاعدة، وتأمين ملاجئ آمنة لقادتها، يساهم في تزايد حوادث الإرهاب وتمدُّدها بما يُشكِّل تهديدًا للدول الغربيَّة، كالذي شهدته عدد من مدنها. مع وصول الرئيس ترامب لكرسي الرئاسة في البيت الأبيض، وتشكيله لإدارة من عددٍ من العسكريين والسياسيين الذين خبروا منطقة الشرق الأوسط عن قُرب خلال عملهم فيها، كما هو حال الجنرال جيمس ماتيس وزير الدفاع، عادت السياسة الأمريكيَّة إلى مسارها الطبيعيِّ في تقوية وتعزيز علاقاتها الإستراتيجيَّة مع الدول العربيَّة الكُبرَى، «السعوديَّة ومصر» تحديدًا، لإدراكها بأنَّ هذه الدول قادرة، بالتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، على إيقاف النفوذ الإيرانيِّ، وتحجيم وجوده في المنطقة، والقضاء على بؤر الإرهاب وجماعاته، داعش وغيرها، خاصَّةً وأنَّ المملكة ومصر عانتا من تلك الظاهرة، وهما تحاربانها بكلِّ قوَّةٍ، وقد أثبتتا نجاحات واضحة في ذلك. عودة المشاورات والترتيبات الإستراتيجيَّة ما بين المملكة ومصر وأمريكا، عودة إلى ترسيخ قوة التحالف التقليدي بينهم، وداعم مهم لمكافحة الإرهاب، وإيقاف التمدد والنفوذ الإيراني في دعم جماعات منفلتة قانونًا، مثل حزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، وعودة الاستقرار لمنطقة تعجُّ ببؤر توتُّر وصراعات عسكريَّة أثَّرت كثيرًا على مصالح هذه الدول، وانعكست سلبًا على سيادة الأمن في الدول الغربيَّة، ولعل الجريمة الأخيرة للنظام السوري في قصف المدنيين في خان شيخون بالأسلحة الكيماوية، وسعي روسيا لمنع أي عقاب يناله ،خير دليل على ضرورة تقوية هكذا تحالف وإعادة الأمور الى نصابها ومسارها الصحيح.