عنوان المقال هو ما وصف به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجهزة الصحافة والإعلام الأمريكية في مؤتمره الصحفى الأخير (17 فبراير الماضي)، وهو بمثابة إعلان حرب يُذكرنا بموقف الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون الذي كان يحمل هو الآخر عداءً شديداً للصحافة والإعلام الأمريكي. *** الفرق هو أن نيكسون كان يحمل هذا العداء دون أن يُصرح به علناً، بل كشفته تسجيلات تحقيقات « ووتر غيت WaterGate » ، وهي الفضيحة التي كشفتها صحيفة (واشنطن بوست)، وتمت محاكمته بسببها، وأُجبر بعدها على التنحي بعد أن أصدر نائبه جيرالد فورد، الذي تولى الرئاسة بعده، عفواً رئاسياً بحقه أعفاه من التبعات القانونية بعد تجريمه وإدانته. وكأن نيكسون تنبأ بأن نهايته ستكون على يد الصحافة الأمريكية. ** * وقد سُميت (ووتر غيت) بأم الفضائح ، أدين فيها بداية معاونون للرئيس نيكسون بالتجسس على مقر الحزب الديموقراطي المنافس، وقامت لاحقاً المحكمة الدستورية الأمريكية العليا بإدانة الرئيس الأمريكي السابق نفسه بثلاث تهم، هي «استغلال النفوذ، وعرقلة مسار القضاء، وعدم الانصياع له»، إضافة إلى تهمة «الكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي»، حيث اعتبره القضاء مشاركاً في القضية، وبدأ الكونغرس مناقشات لعزله من منصبه قبل استقالته، بعد وعد نائبه له بالعفو الرئاسي. *** موقف الرئيس ترمب من الصحافة، وقضية إجبار مستشاره للأمن الوطني على الاستقالة على خلفية كذبه حول الاتصال بالسفير الروسي، خلال فترة الانتخابات الرئاسية، وهو أمر لا يتوافق مع القوانين الفيدرالية، ويحمل، كما يرى بعض الخبراء، تبعات أكبر من تلك التي أطاحت بالرئيس نيكسون. فهل تكون الصحافة مُجدداً سبباً في الإطاحة برئيس أمريكي آخر؟! # نَافِذَةٌ: استقالة مايكل فلن مستشار الأمن الوطنيمجرد قمة جبل الجليد وسنرى تداعيات قادمة كثيرة تطال بعض مساعدي ترمب (قد) تنتهي بخلع ترمب نفسه.