التقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، بعدد من شباب وشابات المنطقة في اللقاء الحواري الأول المفتوح للجنة الشباب، وذلك بجامعة طيبة بحضور مدير التعليم بمنطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة الشباب ناصر العبدالكريم. وأكد سمو أمير المنطقة أن الهدف من اللقاء الاستماع لآراء وتطلعات الشباب، وتبادل الرؤى والأفكار معهم بحضور المسؤولين في المنطقة، مما يعزز من مساهمة الشباب في التنمية الوطنية وأشار سموه إلى أن لجنة الشباب تأسست بناءً على مقترحات تلقتها إمارة المنطقة، وسعت بأن تتحول إلى برنامج عمل وتخرج من دائرة الأمنيات إلي الواقع، مضيفاً سموه: إن معظم الأفكار والمقترحات يكون مصدرها الشباب أنفسهم، والتي تحمل الكثير من التطلعات التي يمكن تنفيذها، وقد شكلت ونفذت العديد من ورش العمل من خلال الشباب، وقال سموه تلقينا بعض المقترحات التي يمكن تنفيذها في الوقت الحالي وأخرى سيتم تنفيذها مستقبلًا، وتابع سموه: إن تشكيل اللجنة الشبابية تحت مظلة مجلس المنطقة، الذي يضم ممثلي جميع الأجهزة الحكومية، ولابد أن يكون هذا العمل مؤسسًا وبطريقة أكثر تنظيماً، ونتطلع إلى أن تسهم في تحقيق طموحات وتطلعات شباب المنطقة. وقال سموه: إن الحوار مع الشباب يجب إن يأخذ صفة الاستمرار وألا ينقطع إذ يعد من أهم البرامج الإستراتيجية التنموية، موجهاً سموه بإطلاق موقع إلكتروني دائم يتلقى مقترحات وتطلعات الشباب، ويخلق تواصلًا بناءً مع المسؤولين وصناع القرار. تنوع اقتصادي وأضاف الأمير فيصل بن سلمان: إن المملكة تنعم باقتصاد متنوع، وفرص تجارية متعددة، تعطي شباب الوطن أولوية المساهمة في التنمية الاقتصادية من خلال خلق فرص للأعمال المتوسطة والصغيرة، مبيناً سموه أن هناك مبادرات عديدة أطلقت في المدينةالمنورة لدعم الشباب وإكسابهم المهارات، ومساعدتهم في إيجاد فرص للأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة، ومن ذلك مبادرة نماء المنورة. ونوه سموه إلى ضرورة أن يتسم النظام الاقتصادي الذي يدعم ريادة الأعمال بالكثير من المرونة لمساعدة هؤلاء الرواد على استنهاض الهمم من جديد وإعادة التجربة حتى يتحقق النجاح للمشروع. النقل العام للسيدات وفي إجابة عن استفسار مدى إمكانية تطوير خدمات النقل العام للسيدات قال سموه في الفترة الحالية تتم خدمات النقل من خلال حافلات النقل الترددي، وهي أسرع وسيلة آمنة يمكن تطبيقها بشكل عاجل لخدمة جميع فئات المجتمع ونتطلع خلال الفترة المقبلة إلى تنفيذ بعض المشروعات الأخرى لخدمات النقل والتي قد تستغرق بعض الوقت لتنفيذها. ورحب الأمير فيصل بن سلمان بجميع الأنشطة الشبابية والترفيهية التي تخدم الشباب من خلال التعاون بين جميع القطاعات المتمثلة في البلديات وهيئتي السياحة والشباب لدعم هذه الأنشطة والبرامج الموجهة لخدمة الشباب. وأبدى سمو أمير منطقة المدينةالمنورة تفاعله مع ملاحظة لشابة من ذوي الاحتياجات الخاصة حول تهيئة طريق خاص بالمكفوفين حول المسجد النبوي الشريف، ومعالجة بعض الإشكاليات أثناء استخدام وسائل النقل العامة،حيث وجه سموه بتلافي تلك الملاحظة من خلال تشكيل لجنة مشتركة بين هيئة تطوير المدينة وأمانة المنطقة لتذليل أي عقبات يمكن تلافيها بشكل سريع لخدمة هذه الفئة قبل بداية شهر رمضان المقبل. كيان جديد وفي إجابة عن تساؤل حول إمكانية استحداث كيان جديد يمثل مظلة لرعاية وتشغيل ودعم رواد الأعمال بعد تنفيذ مشروعاتهم الخاصة، أوضح الأمير فيصل بن سلمان أن وقف نماء المنورة أنشئ لخدمة هذه النوعية من المشروعات ومساعدة الرواد وتقديم الاستشارات بخلاف الفكر التقليدي السائد في بعض الإدارات الحكومية ولهذا استحدث هذا الكيان الوقفي لخدمة هذا الأمر وذلك ضمن أهدافها العامة. وأشار الأمير فيصل بن سلمان إلى إن قطاع الخدمات هو المستقبل الجديد بعد أن تحولت فيه المكننة إلى جزء حيوي في تشغيل القطاع الصناعي التي ترفع نسبة الناتج المحلي كما هو الحال في القطاع الزراعي الذي يشهد في الفترة الحالية من ارتفاع التقنية في خدماته التشغيلية وبالتالي يجب أن نسهم في إيجاد المعادلة المشتركة التي ترتبط بين زيادة النمو وتوليد الوظائف، ولا يمكن أن نحقق نموا اقتصادياً حقيقياً يتلاءم مع النمو السكاني إلا بتطور القطاع الخدمي. من جهته أوضح رئيس لجنة الشباب مدير التعليم بمنطقة المدينةالمنورة ناصر العبدالكريم أن حكومة المملكة أولت الشباب المزيد من الاهتمام بالتعليم والتأهيل، وجعلهم قادة مبدعين في جميع جوانب الحياة، مثمناً لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة، جهوده في دعم الشباب من خلال المبادرات التي أطلقها والمتمثلة في نماء المنورة، والأعمال التطوعية، وسوق المناحة، ولجنة الشباب التي نتج عنها هذا الحوار الأول الذي يتلمس فيه سموه حاجات الشباب، ويستمع لأطروحاتهم. وشارك في اللقاء الحواري مدير الجامعة الإسلامية حاتم المرزوقي ومعالي مدير جامعة طيبة الدكتور عبدالعزيز السراني وعدد من مسؤولي الجهات المعنية بالمنطقة. وعبر شباب وشابات منطقة المدينةالمنورة عن شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان على تشريفه هذا اللقاء والاستماع لهم وإتاحة الفرصة بأن يطرحوا ما لديهم من مشاركات ومقترحات.