استمع أمير منطقة المدينةالمنورة فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز إلى آراء وتطلعات عدد من شباب المنطقة في اللقاء الحواري الأول المفتوح للجنة الشباب. وقال: «تلقينا بعض المقترحات التي يمكن تنفيذها في الوقت الحالي وأخرى سيتم تنفيذها مستقبلاً، وإن تشكيل اللجنة الشبابية سيكون تحت مظلة مجلس المنطقة الذي يضم ممثلي جميع الأجهزة الحكومية، ولا بد من أن يكون هذا العمل مؤسسياً وبطريقة أكثر تنظيماً، ونتطلع إلى أن تسهم في تحقيق طموحات وتطلعات شباب المنطقة». وأضاف: «الحوار مع الشباب يجب أن يأخذ صفة الاستمرار وألا ينقطع، إذ يعد من أهم البرامج الاستراتيجية التنموية»، موجهاً بإطلاق موقع الكتروني دائم يتلقى مقترحات وتطلعات الشباب، ويخلق تواصلاً بناء مع المسؤولين وصناع القرار. وأشار إلى أن المملكة تنعم باقتصاد متنوع، وفرص تجارية متعددة، تعطي شباب الوطن أولوية المساهمة في التنمية الاقتصادية من خلال خلق فرص للأعمال المتوسطة والصغيرة، مبيناً أن هناك مبادرات عدة أطلقت في المدينةالمنورة لدعم الشباب وإكسابهم المهارات، ومساعدتهم في إيجاد فرص للأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة، ومن ذلك مبادرة نماء المنورة. وأشار إلى ضرورة أن يتسم النظام الاقتصادي الذي يدعم ريادة الأعمال بالكثير من المرونة لمساعدة هؤلاء الرواد على استنهاض الهمم من جديد وإعادة التجربة حتى يتحقق النجاح للمشروع. وفي إجابة عن استفسار مدى إمكان تطوير خدمات النقل العام للسيدات، قال أمير المدينةالمنورة: «في الفترة الحالية تتم خدمات النقل من خلال حافلات النقل الترددي، وهي أسرع وسيلة آمنة يمكن تطبيقها بشكل عاجل لخدمة جميع فئات المجتمع ونتطلع خلال الفترة المقبلة إلى تنفيذ بعض المشاريع الأخرى لخدمات النقل التي تستغرق بعضاً من الوقت لتنفيذها». ورحب بجميع الأنشطة الشبابية والترفيهية التي تخدم الشباب من خلال التعاون بين جميع القطاعات المتمثلة في البلديات وهيئتي السياحة والشباب لدعم هذه الأنشطة والبرامج الموجهة لخدمة الشباب، مبدياً تفاعله مع ملاحظة شابة من ذوي الاحتياجات الخاصة حول تهيئة طريق خاص بالمكفوفين حول المسجد النبوي الشريف، ومعالجة بعض الإشكالات أثناء استخدام وسائل النقل العامة، إذ وجّه بتلافي تلك الملاحظة من خلال تشكيل لجنة مشتركة بين هيئة تطوير المدينة وأمانة المنطقة لتذليل أي عقبات يمكن تلافيها بشكل سريع لخدمة هذه الفئة قبل بداية رمضان المقبل. وحول إمكان استحداث كيان جديدة يمثل مظلة لرعاية وتشغيل ودعم رواد الأعمال بعد تنفيذ مشاريعهم الخاصة، أوضح أن وقف (نماء المنورة) أنشئ لخدمة هذه النوعية من المشاريع ومساعدة الرواد وتقديم الاستشارات بخلاف الفكر التقليدي السائد في بعض الإدارات الحكومية، ولهذا استحدث هذا الكيان الوقفي لخدمة هذا الأمر، وذلك ضمن أهدافها العامة. وأشار إلى أن قطاع الخدمات هو المستقبل الجديد بعد أن تحولت فيه المكننة إلى جزء حيوي في تشغيل القطاع الصناعي التي ترفع نسبة الناتج المحلي كما هي الحال في القطاع الزراعي الذي يشهد في الفترة الحالية من ارتفاع التقنية في خدماته التشغيلية وبالتالي يجب أن نسهم في إيجاد المعادلة المشتركة التي ترتبط بين زيادة النمو وتوليد الوظائف، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق نمو اقتصادي حقيقي يتلاءم مع النمو السكاني إلا بتطور القطاع الخدمي. وأكد أن الهدف من هذا اللقاء هو الاستماع لآراء وتطلعات الشباب، وتبادل الرؤى والأفكار معهم بحضور المسؤولين في المنطقة، ما يعزز من مساهمة الشباب في التنمية الوطنية، مشيراً إلى أن لجنة الشباب تأسست بناء على مقترحات تلقتها إمارة المنطقة، وسعت إلى أن تتحول إلى برنامج عمل وتخرج من دائرة الأمنيات إلى الواقع. مضيفاً: «معظم الأفكار والمقترحات يكون مصدرها الشباب أنفسهم، التي تحمل الكثير من التطلعات التي يمكن تنفيذها، إذ شكلت ونفذت العديد من ورش العمل من خلال الشباب». وشارك في اللقاء الحواري مدير الجامعة الإسلامية الدكتور حاتم المرزوقي، ومدير جامعة طيبة الدكتور عبدالعزيز السراني، وعدد من مسؤولي الجهات المعنية في المنطقة.