يبدو أن مستقبل صور ال»سيلفي»، لن يقتصر على الترفيه، وتسجيل اللحظات الممتعة فقط، وإنما سيمتد لتحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية الأخرى، التي صارت من ضرورات الحياة العصرية. وتوقعت نتائج استطلاع أجرته شركة «سوني موبايل»، بالتنسيق مع «فيوتشر آيزون»، أن يدخل ال»سيلفي» في مجالات تحديد أماكن الأشخاص، بشكل يقلص فرص أن يضل الشخص في الزحام، وهي من التقنيات التي يمكن استخدامها لحماية الحجاج، وكذلك يمكن استخدامها في التواصل مع الأطباء، ودعم التسويق الإلكتروني، وقياس الملابس، والدخول إلى المنازل، وتأمين الحسابات البنكية، والشخصية. وأكد أكثر من 30 %ممن شملهم الاستطلاع، رغبتهم في مشاهدة طبيبهم العام عبر ال»سيلفي»، موضحين أن قبولهم بصور السيلفي التي تعمل ب»الذكاء الاصطناعي» من أجل مراقبة الجسم، واختبار معدل نبضات القلب. وأعرب نصف الذين تتراوح أعمارهم بين 25، و34 سنة، في الاستطلاع، عن شعورهم بأمان أكثر إذا ما تمكنوا من الوصول إلى حساباتهم المصرفية، حال كانت صورة السيلفي هي «كلمة المرور». وأوضح المشاركون في الاستطلاع، أن التقاط صورة ثلاثية الأبعاد للجسم لتفصيل الملابس، إضافة إلى استخدام كاميرا الهاتف الذكي؛ من أجل تجربة ملابس مختلفة تناسب شكل الجسم بلمسة زر واحدة، وكذلك الدفع للدخول إلى السينما أو المناطق السياحية من خلال صورة السيلفي.وكشفوا عن رغبتهم في استخدام الهاتف الذكي للسيطرة على الطائرات، أو الروبوتات، وأخيرا استخدام السيلفي لدخول المنازل أو السيارات. تحديد مكان الحاج كان للسيلفي استخدامات أخرى في المملكة أيضا حيث استخدمه الآلاف من الحجاج لتحديد أماكنهم إذا ضلوا عن بعثتهم، خلال تأدية الشعيرة عبر «جوجل إيرث»، من خلال التقاط صور شخصية ومطابقتها بالخرائط على التطبيق، وكذلك توثيق مناسك الحج بداية من الإحرام حتى طواف الوداع، ولمواكبة الظاهرة وفرت الجهات المختصة في المملكة شبكة الإنترنت في مناسك الحج مجانا لتشمل كلاً من منى وعرفات ومزدلفة.كما استغل الحجاج ظاهرة السيلفي لتصوير أنفسهم وتحديد أماكنهم عبر ظاهرة البث لمباشر التي وفرتها عدد من مواقع التواصل ك»تويتر»، وتطبيق «سناب شات». بديل لكلمة السر تحاول الشركات العالمية المتخصصة في بطاقات الائتمان تبني تكنولوجيات جديدة، وآخرها صور «السيلفي»، وبصمات اليد التي ستصبح أداة التعرف على صاحب البطاقة بدلا من الرقم السري ذي الأربع خانات، وتقدمت شركة «أمازون» فعليا بطلب للحصول على براءة اختراع عن تقنية تتيح الدفع في الإنترنت عن طريق صورة شخصية «سيلفي» بدلا من كلمة السر، دون الحاجة إلى استخدام كلمات السر أثناء الشراء إلكترونيا عبر الهاتف المحمول أو الحاسوب المحمول والتي كثيرا ما ينساها الزبائن والمجرمون يمكن لهم سرقها. كما أعلنت شركة «ماستر كارد» التي تتقاسم مع «فيزا» سوق البطاقات الائتمانية في العالم، أنها ستقبل صور «السيلفي» التي يلتقطها الناس لأنفسهم بواسطة هواتفهم النقالة، وذلك للتعرف على صاحب بطاقة الائتمان، كبديل عن الرقم السري للبطاقة. وبدأ مدير مركز أبحاث أمن المعلومات، وعضو الهيئة الأكاديمية في جامعة خليفة، ومدير مبادرة البيانات الكبيرة في مركز «إبتيك» للابتكار، البروفيسور «إرنستو دامياني» مشروعاً بهدف دعم مشروعه الرامي إلى تحسين أنظمة عمليات الدفع الآمنة في البلدان النامية يستخدم المشروع باستخدام السيلفي. معارض فنية دخلت صيحة «السيلفي» في المجال الفني أيضا بعد أن قرر معرض «ساتشي» في لندن، أن يدشن معرضا خاصا لعرض صور «السيلفي»، كفن منفرد يكشف خلجات النفس من خلال تعبيرات الوجه. هوية المالك كما يعتبر السيلفي وسيلة لتحديد هوية مالك المنزل أو السيارة، فقد أعلنت شركة «جاغوار لاند روفر» عن تقنية جديدة ستعتمدها في سياراتها الجديدة، وذلك عبر تحديد مالك السيارة من ملامح الوجه وطريقة المشي من خلال التقاط صورة للمالك ثم فتح الباب بعد المطابقة. كما كشفت شركة «كرايسلر» عن النموذج الأول لسيارة «بورتال»، وزودتها بمداخل «USB« للهواتف المحمولة مخصصة لكل راكب، يمكن من خلالها التقاط صورة للركاب وإرسالها إلى هواتفهم المحمولة.