سطرت وجوه سعوديَّة نسائيَّة شابَّة التميُّز في القطاع الفندقي بالمدينة المنوَّرة، وهن يروين قصص نجاح وكفاح باهرة لنماذج ساطعة من فتيات هذا الوطن اللواتي تحلين بالجديَّة والمثابرة، وشققن طريقهنَّ نحو آفاق التألق في هذا القطاع الحيوي لإثبات كفاءتهنّ، وريادتهنَّ في عدد من الوظائف الفندقيَّة، ومقدرتهنَّ على تعزيز المجال السياحي بالمنطقة التي تحتضن ثاني الحرمين الشريفين؛ تماشيًا مع خطة التحوُّل الوطني في إثراء منظومة السياحة الدينيَّة، وصولاً لاستقبال 30 مليون معتمر سنويًّا بحلول العام 2030م. الموظَّفات السعوديَّات اللاتي التحقن بالقطاع الفندقي بعضهنَّ عن سبق إصرار من خلال المساق الدراسي، وبعضهنَّ عن طريق الصدفة، أظهرن مهارات وقدرات نالت استحسان وتقدير القائمين على دور الإيواء في المنطقة المركزيَّة، كما حققت الوظائف لهنَّ دخولاً مجزية، شجَّعت الكثيرات على الالتحاق بهذه الوظائف. خلال جولة ل»المدينة» على فنادق مركزيَّة المدينة المنوَّرة استعرض عدد من الفتيات العاملات في الخدمات الفندقيَّة تجربتهنَّ الوظيفيَّة التي وصفنها ب»الثريَّة» في القطاع الذي يشهد حالة من الاستقرار بحسب وصفهنَّ، كما أبدين تطلعهنَّ للاستمرار في أداء تلك الأعمال والمهام التي أوكلتها إدارة الفندق لهنَّ، ويطمحن لشغل الوظائف التنفيذيَّة لهذا القطاع الواعد الذي يشهد تنافسًا بين كُبرى الشركات العالميَّة الراغبة في الاستثمار، واستقطاب الكوادر الوطنيَّة الشابَّة المؤهلة. تحكم تقني عدسة «المدينة» رصدت مهام الموظفات وهن ينفذن أدورًا استثنائيَّة ضمن المنظومة الفندقيَّة حتى بتن اليوم يشكِّلن العصب الرئيس في خدمات التحكم التقني، وكذلك التعامل مع ملاحظات نزلاء الفندق، كما يؤدِّين مهامَّ في إدارة الأجنحة التنفيذيَّة في الأدوار العلويَّة، وأخرى لا تقل أهميَّة في المغسلة المتطوِّرة التي يحتضنها قبو الفندق. كنت معلمة «فضَّلتُ العمل في القطاع الفندقي، بعد أن فقدت الأمل بتعييني معلمة».. بهذه الكلمات أبدت الشابة تغريد الفريح، خريجة كليَّة إعداد المعلِّمات، سعادتها في العمل مشرفة وحدة مركز الاتِّصال الذي كان يضم مجموعة من الفتيات يتناوبن بالرد على الهاتف الذي لم يصمت خلال جولة «المدينة»، ولا يترددن في تقديم كافة المعلومات، والمساعدة لعملاء الفندق التابع لمجموعة الإنتركونتيننتال بالمدينة المنوَّرة، تقول الفريح: «رفضتُ العمل كمعلمة في القطاع الخاص، وفضَّلتُ التوجّه إلى العمل بالفنادق، ونحظى بالخصوصيَّة في القسم المعزول تمامًا أثناء أداء عملنا، كما أتقاضي مقابلاً ماديًّا مجزيًا يزيد تلقائيًّا كلَّما زادت خبرة الموظفة في هذا القطاع». وعن الصعوبات التي يواجهها العنصر النسائي قالت: «نعاني فقط من حصر الإجازة في يوم واحد فقط، بالإضافة إلى بعض الصعاب والتحديات، إلاَّ أنَّه يمكن تجاوزها بالعزيمة والإصرار؛ للوصول إلى الأهداف في تحقيق ذاتك في المقام الأول، كما نتطلَّع لإثبات كفاءة السعوديَّات لشغل الوظائف التنفيذيَّة بشركات الخدمات الفندقيَّة، وحل المُعادلة الصعبة في ظل محدوديَّة إمكانيَّة الحصول على وظيفة حكوميَّة». مستقبلٌ واعد وتقول خلود الجهني إنَّها أمضت نحو 16 شهرًا في تولِّي مهمَّة الإجابة عن استفسارات العملاء، واستقبال الملاحظات. وأشارت إلى أن مؤهلها الدراسي (بكالوريوس إدارة أعمال) مكَّنها من مزاولة نشاطها، وشاركتها زميلتها زينت السناني بالحديث قائلة: نؤمن بأن المستقبل واعد جدًّا في القطاع الفندقي، ومكنتنا إدارة الفندق من مزاولة هذا العمل في ورديات مقسمة 8 ساعات يوميًّا. وعن مؤهلها الدراسي أوضحت السناني أنَّها حاصلة على بكالوريوس في اللغات والترجمة، ومكنها ذلك من ممارسة عملها بكفاءة عالية، والإجابة على كافة الاستفسارات والإجابات بمختلف لغات نزلاء الفندق. مشروع سياحي ولم تخفِ الشابَّة ريام عبدالعال رغبتها في تأسيس شركة سياحيَّة خاصَّة، حيث قالت: «تمكنت من دراسة تخصص السياحة والفندقة بإحدى الكليَّات الخاصَّة بمحافظة جدَّة، واتطلَّع لاستلام وثيقة تخريجي، وأنا الآن أنمى قدراتي ومهاراتي من خلال العمل في هذا المجال الذي يتوافق مع ميولي في مجال خدمة العملاء، وأطمح بأن أكوّن شركتي السياحيَّة الأولى، وسأعمل يومًا ما على تطوير وابتكار المشروعات السياحيَّة». وظيفة الصُدفة فتاة أخرى حققت نجاحًا في إدارة الطابق التنفيذي الخاص باستقبال كبار الشخصيَّات، حيث تتولَّى أميرة أفندي، مشرفة خدمات رجال الأعمال، التي قادتها الصدفة لشغل هذه الوظيفة، بعد أن حصلت على بكالوريوس في تخصص الحاسب الآلي، وتحكي أفندي قصة نجاحها في هذه العمل الذي وصفته ب»الممتع» قائلة: «بعد تخرجي في الجامعة بحثتُ عن الوظائف المتاحة التي تناسب تخصصي، وبالصدفة علمت بوجود وظيفة شاغرة في الفندق، وتقدمت لشغلها ومن خلال ممارسة العمل أثبت كفاءتي، وزادت قدراتي وتتنامى مهاراتي الوظيفيَّة، وأحصل على مقابل مادي مجزٍ، بالإضافة إلى المزايا الوظيفيَّة الأخرى، وخلال الأيام اكتشفت بأن العمل في هذا القطاع يتسلح العاملون فيه بالخبرة والتدريب بشكل مستمر ومتطور، خصوصًا وأن المدينة المنوَّرة من المدن التي تتوسَّع فيها الخدمات الفندقيَّة، وتتطوَّر فيها تلك الصناعة؛ نظرًا لاستقبال الزوَّار والمعتمرين طوال العام، وهو الأمر الذي يدعو للطمأنينة على مستقبلي الوظيفي». رعاية وتأمينات وفي قبو الفندق كان هناك عالمٌ آخر ربما لم يتسنَّ للبعض الدخول إليه، والتعرُّف على تفاصيله. فبين أروقة المطبخ الذي تُعد فيه أشهى الوصفات الشرقيَّة والغربيَّة المقدمة للنزلاء وروَّاد الفندق، كان هناك رواق آخر يؤدِّي إلى وحدة الغسيل، أو ما يُعرف ب»الدراي كلين» دلفنا إلى ذلك العالم للتعرف على تفاصيله والاطلاع على محتوياته، وأخبرتنا إحداهنَّ بأن نحو 10 سيدات سعوديات نجحن في تشغيله باستخدام أحدث الأجهزة المتطوّرة لإنجاز أعمالهنَّ اليومية حيث تقول السيدة حنين: «أمضيتُ نحو 8 أشهر في هذا العمل وتتلخص مهام عملي في هذه الوحدة المتكاملة في استقبال الملابس ومحتويات الغرفة وتوجيهها للغسيل، ومن ثم القيام بكيها باستخدام المكائن المتطوّرة ذات الأمان العالي». وعن المقابل المادي أكدت بأنَّه مجزٍ مقارنة بالأعمال الأخرى علاوة على ذلك فقد خولها العمل للحصول على التأمين الطبي وتلقي الرعاية بالمستشفيات الخاصة، بالإضافة إلى التأمينات الاجتماعيَّة والعديد من المزايا الوظيفيَّة الأخرى». الشهراني: السياحة تشرف على أداء 426 منشأة للإيواء في المنطقة المركزية في المقابل ثمن مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة المدينة المنوَّرة المهندس خالد بن حسين الشهراني، أداء العاملين السعوديين في القطاع الفندقي ومشروعات الإيواء السياحي بالمنطقة واصفًا هذا القطاع بأنَّه يشهد حالة من التطور بشكل مستمر في إطار الخطط الرامية إلى تعزيز منظومة السياحة وفق خطط الهيئة العامَّة للسياحة والتراث الوطني وتفعيل البرامج والأنشطة السياحيَّة التي تتوافق مع خطة التحول الوطني 2020، وصولاً إلى تحقيق رؤية المملكة 2030 لتنويع مصادر الدخل، وقال: «إن قطاع الإيواء السياحي بالمنطقة يشهد تزايدًا في الطاقة الاستيعابيَّة لمنشأت الإيواء السياحي بالمنطقة في حين تستعد المنطقة التي تحتضن مشروع دار الهجرة إحدى المشروعات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة لترقية هذه المنظومة المتكاملة من خدمات الإيواء السياحي بالمدينة المنوَّرة»، وأشار الشهراني إلى أن الهيئة تشرف في الوقت الحالي على أداء 426 منشأة للإيواء السياحي تقع في المنطقة المركزيَّة المجاورة للمسجد النبوي، وتخضع لتنصيف هيئة السياحة والتراث الوطني. البيتي: السعوديات متفوقات في الفندقية والمجموعة تتحمل 80 % من نفقات التدريب من جانبه أشاد المدير الإقليمي لمجموعة فنادق الانتركونتيننتال بالمدينةالمنورة السيد علي البيتي، بدور الفتيات السعوديَّات العاملات في القطاعات الفندقيَّة بالمدينةالمنورة، وأوضح أن المجموعة الفندقية تدعم كافة برامج و خطط توطين وظائف القطاعات الفندقيَّة بالمملكة بالإضافة إلى جهودها في تسخير كافة الإمكانيات لتدريب وتأهيل خريجي كليات السياحة . وأشار إلى أن مجموعة الانتركونتيننتال تدرس إمكانية التوسع في مستوى الخدمات الفندقية بالمدينة خلال السنوات المقبلة، وتطمح بأن يصل إجمالي الفنادق التابعة للشركة الرائدة في مجال الفندقة إلى نحو 10 فنادق في المدينة بحلول عام 2022. وقال: «تحتضن المدينة 3 فنادق رائدة ضمن مجموعة الانتركونتيننتال وتضم نحو أكثر من 200 من الكادر الوطني المؤهلة لإدارة الخدمات الفندقية كما تتحمل المجموعة 80% من نفقات التدريب والتأهيل الخاصة بالعاملين السعوديين في قطاعاتها الفندقيَّة، وأكَّد أنَّ المجموعة تدعم توطين الوظائف الفندقيَّة في المملكة بالإضافة إلى تسخير الإمكانات لتدريب وتأهيل خريجي كليات السياحة.