في أول اجتماع لاتحاد «عزت» الجديد، انهالت العديد من القرارات، منها ما كان إستراتيجيًّا، ومنها ما كان حلاًّ مؤقَّتًا، ومنها ما كان حتَّى إعادة الهيكلة. ردود الفعل حول هذه القرارات كانت مختلفة، وجُلُّها كانت ردودًا تطغى عليها الميول. باستثناء الأمين الجديد «عادل البطي» الذي حظي بقبول الجميع، وهذا الأمر مستغرب في تاريخنا الرياضي بأن يكون هناك إجماع مطلق على شخص بعينه. كل الأماني بأن يستمر هذا الاتفاق والإجماع حتَّى نهاية ولايته كأمين عام للاتحاد. القرارات كانت قرابة أربعة عشر قرارًا، حظيت على درجات مختلفة من الاهتمام، لكنْ هناك قرارٌ كان في غاية الأهميَّة مرَّ مرور الكرام، وهو «الموافقة على آليَّة الضبط الإعلامي لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي». أنا أرى بأن هذا القرار هو الأهم في الفترة الحاليَّة، ولابدَّ من إعادة صياغة قنوات التَّواصل بين اتحاد القدم ووسائل الإعلام، والأندية والجماهير، وأن تكون الشفافية غير قابلة لأيِّ اجتهاد للاصطياد في الماء العكر. فاتحاد «أحمد عيد» عانى في فترته من تضارب الأنباء، وكثرة المتحدِّثين، وضعف صوت المتحدِّث الرسميِّ ممَّا جعل موقف هذا الكيان ضعيفًا دائمًا أمام الكيانات الأخرى، وأصحاب القضايا حتَّى لو كان موقف الاتحاد سليمًا. فالارتباك، والصوت المهتز، والخطاب الفاقد للحبكة اللازمة تغيّر معايير القوة وسلامة الموقف. الجميع في الوسط الرياضي يبحث عن مصلحته بأي ثمن كان، وهذه المصالح تزيد نسبة كسبها في حال وجود متحدث مهزوز وخطاب باهت. لكي تنجح في هذه الخطوة ابحث عن النماذج الناجحة، من يتابع خطاب الهيئة العامَّة للرياضة، وطريقة تواصلها، وأسلوب متحدثها «رجاء الله السلمي» سيجد خطابًا دائمًا يكسب الجولة؛ لأنَّه يعرف جيدًا مسألة الفوريَّة في عالمنا السريع، ودقَّة المعلومات في عالمنا المليء بالشائعات، وفتح قنوات التواصل مع الجميع؛ لكي تكون أنت المصدر الأول لأيِّ متلقٍّ أو باحث عن الخبر. ولاتحاد «عادل عزت» مثال واضح على التخبط في فترة من سبقه، فنجد «عدنان المعيبد» يتحدَّث ويكشف بأن رؤساء اللجان لا يردُّون عليه، وترى «طلال آل الشيخ» يبحث عن الظهور بصورة البريء على حساب اتحاده. لكي تنجح يا «عادل عزت» عليك حل مشكلة التواصل مع المجتمع الرياضي بصوت قوي جريء، يملك المعلومة، يكون له صلاحيات نافذة من أهمها: تجاوب رؤساء اللجان معه في أي وقت، وتحت أي ظرف، وأن يكون هو الصوت الأول، ونقطة الارتكاز بين الجميع. سياسة «خذهم بالصوت» هي الناجحة لدى الكثير من الأندية، وهذه سياسة خاطئة لكنها تربح في وسط رياضي متعصب. هناك أسماء عديدة، ومنها من وضع بصمته من خلال مراكز الأندية الإعلاميَّة، فوجود شخصيَّة جديدة على المجتمع الرياضي على هذا الجهاز لن تنجح. كيف سيكون صوت اتحاد القدم بوجود «طارق النوفل»؟!