تقوم بعض الجهات الحكوميَّة، التربويَّة والعلميَّة والعسكريَّة، بجهود مشكورة لمواجهة قضايا التطرُّف والغلو في المجتمع، وتتابع الوضع عن كثب، وترصد العوامل المؤثِّرة، والبيئة الحاضنة، والجهات والأفراد الذين ربما يقفون خلف هذه الظاهرة، ويغذُّون عقول الشباب بتلك الأفكار المسمومة والخطيرة ضد الوطن والمجتمع، ويدفعونهم قُدمًا نحو توجُّهات تنافي الاعتدال والوسطيَّة، وتحرص على الخروج على ولاة الأمر والجماعة، ومن ثمَّ العنف والتدمير. غير أنَّ ما يتردَّد في بعض الأوساط الثقافيَّة أمرٌ يخصُّ اختيار القائمين على إعداد هذه البرامج، والمشرفين على تنفيذها، حيث من الأهميَّة بمكان أنْ تكونَ هناك معايير دقيقة جدًّا في اختيار هذه الفئة، التي تضبط التوجُّه، وتضبط -أيضًا- إيقاع حركة المستهدفين من الشباب؛ لأنَّ وجود أيِّ اختراق لهذه المنظومة من شأنه أنْ يأتي بنتائج مغايرة، وربما عكسيَّة خطيرة، ولذلك فإنَّه من المهم عدم إشراك الجيل الذي شهد تقلُّبات المرحلة السابقة، كمن كانت لهم صولات وجولات في عدَّة اتِّجاهات وتوجُّهات، واستقر بهم المقام -مؤخَّرًا- في مواقع ظاهرها لا يبدي كل الحقيقة التي لا تزال تجري على ألسنة تلاميذهم في بعض المواقف والمنابر، وهنا لا يجب تقديم حسن الظن، ولابدَّ من الإفادة من الدروس؛ لكيلا نُلدغ ثانيةً من جحور التطرُّف.