يحتاج الإنسان بعد شهور يقضيها في عمله، أو دراسته إلى إجازة يستريح فيها من العناء، ويجدد نشاطه؛ ليعود بعدها بحيويَّة عارمة لعمله أو دراسته. الإجازة هي خروج الإنسان عمَّا اعتاد عليه من أعمال، أو اهتمامات، وغيرها مؤقتًا إلى أعمال واهتمامات أخرى، مثل: السفر، وممارسة هوايات جديدة وغيرها؛ للترفيه والترويح عن نفسه لمدة زمنيَّة قصيرة أو طويلة. لقد اختصرها كثير من الناس في السفر، معتقدين أنَّهم إذا لم يسافروا فكأنَّهم ضيَّعوها هباءً منثورًا! وكذلك يضيعها بعض طلابنا -إلاَّ ما رحم ربي- فيما لا ينفعهم في الديوانيات، والجلوس أمام شاشات الرائي، وكثرة اللعب، وارتياد الأسواق والمجمَّعات، وغيرها. الإجازة هي عمر ثانٍ للإنسان، مؤتمن عليه في دنياه، وسيحاسبه عليه الرحمن يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه». لقد من الله على طلابنا في هذا العام بأربع إجازات (إجازتا منتصف ونهاية الفصل الأول، وإجازة منتصف الفصل الثاني، وإجازة الصيف) يصل مجموعها أربعة أشهر فماذا أعددنا لهم فيها؟ إن في استطاعتنا أن نعد الكثير لهم بتضافر الجهود بين الجهات الحكوميَّة والجهات الأهلية منها عمل دورات، وورش عمل، وإلقاء محاضرات، عن ثقافة الاستفادة من الإجازات، وتضمينها في المناهج الدراسية على الأقل، فمتى نرى ذلك؟