الحمد لله الذي تفرد بالعز والبقاء وقضى بالفناء على كل الأحياء فقال كل من عليها فان وقوله كل نفس ذائقة الموت ومن حكمته ان جعل الموت كأسا كل الناس تشربه. الموت تقاد على أكفه جواهر يختار منها الجياد منذ أيام فقدت المنطقة الجنوبية عامة وبلاد بني شهر خاصة عالماً جليلاً في علم الفرائض هو الشيخ علي بن سعيد بن محمد آل سعيد الشهري رحمه الله إثر حادث سير بين بيشة وسبت العلاية، ولم يكن خبر وفاته عادياً نتأثر له بعواطفنا بل كان مجلجلاً هز قلوبنا وعقولنا ومشاعرنا, رحل رحمه الله بعد حياة حافلة بالخير والعطاء وبرحيله فقدنا عميداً وأباً وأخاً ومصلحاً ومربياً لن نستطيع ان نوفيه حقه فالقلوب تحزن والعيون تدمع لفقده ولا يخفف ذلك الأسى والحزن إلا ذكراه العطرة, لقد شهد له الناس بالتقوى والورع وحسن الخلق وحب اليتامى والمساكين ومن سجاياه أيضاً اكرام الضيف والعطف والحنان على الصغير واحترام الكبير، وكان محباً للقريب والبعيد جواداً بماله وكرم خلقه,ان من بشارات الخير لهذا الرجل ولا نزكي على الله أحداً انه ودع دنياه بصلاة وقيام حتى أذان فجر ذلك اليوم ثم الصلاة بالجماعة صلاة الفجر والبقاء في المسجد حتى قرب شروق الشمس ثم صلاة الضحى لذلك اليوم وهذه خاتمة حسنة بإذن الله يتمناها كل مسلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم والأعمال بخواتيمها وقوله يحشر المرء على ما مات عليه ومن بشارات الخير ايضاً له كثرة المعزين لأهله حيث توافد على بيته آلاف الرجال والنساء والصبيان والكثير منهم تذرف دموعه بسخاء مثنين عليه ويذكرونه بمحاسن الأخلاق والأفعال حتى ان أكثر العمال المتواجدين في مدينة تنومة أتوا يعزون فيه حيث كان يحسن إليهم ويعطف عليهم، كان الرجل بسيطاً في مظهره متواضعاً في تعامله رقيقاً في مشاعره كان يعمل ليلاً ونهاراً في سبيل الاصلاح بين الناس مقسماً للمواريث أميناً لصندوق الجمعية الخيرية حتى اذا نفذت المبالغ من الصندوق وبقي أحد من المحتاجين دفع له من حسابه الخاص دون أن يعلم أحد, جعل الله لهذا الرجل قبولا ومحبة في الأرض وعند الناس، بكى عليه الأطفال والرجال والنساء فكان نوراً يضيء لنا الدروب ويبصر العقول وبموته ترك فراغاً كبيراً في أنفسنا. وما من شك ان المصاب جلل والخطب عظيم غير اننا لا نملك إلا أن نتمثل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها نعم لكل أجل كتاب والعزاء لنا جميعاً ولمن عرفه واحبه واننا ونحن نودع عميد أسرتنا ونذرف الدمع لنسأل الله العلي القدير ونبتهل إليه أن يتغمد الفقيد ووالدينا وكافة المسلمين بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم الجميع الصبر والسلوان وحسبنا الله ونعم الوكيل. الرائد علي بن فهد محمد آل سعيد الشهري