احتشد آلاف من أنصار المعارضة في احتفالات في أنحاء متفرقة من يوغوسلافيا للاعراب عن فرحتهم الفوز في الانتخابات لكن الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش لم يبد أي بادرة على استعداده لقبول الهزيمة. وجاءت هذه الاحتفالات في وقت أعلنت فيه الحكومات الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة ان ميلوسيفيتش خسر الانتخابات وحذرته من ان أي محاولة لادعاء الفوز ستكون بمثابة تزوير. وتجمع نحو 50 ألف شخص في الميدان الرئيسي بالعاصمة بلجراد في مظاهرة حاشدة أطلق عليها منظموها حفل الوداع للائتلاف الحاكم بزعامة ميلوسيفيتش والذي تقول المعارضة ومراقبون غربيون انه هزم في الانتخابات. وعقدت أيضا اجتماعات شعبية ضخمة في مدن رئيسية أخرى دون ان ترد تقارير عن حدوث اشتباكات مع الشرطة والتي كان يخشى منها قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت يوم الأحد. وأنهت تلك الحشود يوما من الضغوط على ميلوسيفيتش من جانب زعماء المعارضة والزعماء الغرب للاعتراف بفوز منافسه الرئيسي فويسلاف كوستونيتشا. وقالت الولاياتالمتحدة ان المعارضة الصربية تتجه بوضوح نحو فوز مقنع في انتخابات الرئاسة وانها تعتقد ان الحكومة تتعمد تأجيل اعلان النتائج في محاولة للتلاعب في الأصوات لصالح ميلوسيفيتش. وقال وزير الدفاع الأمريكي وليام كوهين للصحفيين من الواضح وطبقا لفرز الأصوات حتى الآن ان الشعب يريد من ميلوسيفيتش ان يرحل, ومن المؤكد ان المجتمع الدولي سيرحب بهذه النتيجة . وطالب كوهين الدول الأخرى بممارسة ضغوط على الرئيس اليوغوسلافي حتى يقبل نتائج الانتخابات وقال أثناء اجابته على أسئلة في البنتاجون ان الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي حذرا ميلوسيفتش من محاولة اثارة مشكلات لجمهورية الجبل الأسود المؤيدة للغرب والتي تشكل مع صربيا الاتحاد اليوغسلافي. وفي موسكو أفادت الصحافة الروسية أمس الثلاثاء ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعترف ضمنيا على غرار عدد من القادة الغربيين بأن الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش خسر الانتخابات. وكتبت صحيفة أزفستيا ان عددا من القادة الغربيين سبق وأعلنوا ان ميلوسيفيتش خسر الانتخابات وان بوتين ضم رأيه اليهم في واقع الأمر . وأعلن المستشار الألماني غيرهارد شرودر في موسكو ان ألمانيا وروسيا اجتمعتا على الاشادة بالتغيير الديمقراطي خلال الانتخابات في يوغوسلافيا والرئيس الروسي امتنع عن اعطاء رأيه الخاص حول هذا الموضوع. وأوردت صحيفة فريميا نوفوستي انه من غير المناسب لفلاديمير بوتين ان يتدخل لكن المراقبين الدوليين اعتبروا عدم وجود تعليقات من جانبه بمثابة موافقة ضمنية على تصريحات شرودر العلنية . وفي لندن حذر وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الرئيس اليوغوسلافي أمس الثلاثاء الى عدم البقاء في الحكم بالقوة والى القبول بفوز المعارضة الذي أكدته النتائج الاخيرة. وردا على أسئلة شبكة سكاي نيوز في بريغتون جنوبانجلترا حيث يشارك في المؤتمر السنوي لحزب العمال، قال كوك ان ميلوسيفيتش لم يعد يتمتع بالمصداقية أو السلطة للحكم ولم يبق له غير القوة . وأضاف ان نتائج الانتخابات الرئاسية التي تشمل الآن أكثر من نصف مكاتب التصويت في صربيا، كما قال، تؤكد الفوز الحاسم لفويسلاف كوستونيتشا مرشح المعارضة الديمقراطية الصربية. وردا على سؤال عن تعزيز القوات البحرية ولاسيما البريطانية منها، المنتشرة حاليا أمام سواحل يوغوسلافيا السابقة، ذكر بأن الدول الغربية العظمى تحتفظ بوجود عسكري مهم ومستمر في المنطقة وخصوصا لدعم قوات حلف شمال الأطلسي المنتشرة في كوسوفو. لكنه اعترف بأن هذا التعزيز للوجود الغربي سيستخدم لردع الرئيس اليوغوسلافي عن معاودة اللجوء الى القوة.