وصلت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى فرنسا أمس الأحد للاجتماع مع زعماء أوروبا واجراء محادثات تتركز على سبل اقناع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش بالتنحي عن السلطة. واجتمعت أولبرايت مع روبن كوك وزير الخارجية البريطاني في العاصمة الفرنسية باريس مساء أمس بعد أن أمضت بضع ساعات في مدينة بوردة بجنوب غرب فرنسا بمناسبة افتتاح مكتب جديد للمصالح الأمريكية في المدينة. واليوم الاثنين تجتمع أولبرايت مع وزير الخارجية الفرنسي أوبيرفيدرين وخافيير سولانا مستشار الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وكريس باتن مفوض العلاقات الخارجية. وطلب من أحد الدبلوماسيين الحديث عن جدول أعمال تلك اللقاءات فقال: البلقان ثم البلقان ثم البلقان . كما من المتوقع ان تتطرق المحادثات إلى الموقف في الشرق الأوسط وقضايا أخرى مثار قلق بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة. وفي برلين قالت الحكومة الألمانية أمس الأحد ان المستشار الألماني جيرهارد شرودر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفقا على أن النصر الذي حققه مرشح المعارضة فويسلاف كوستونيتشا في انتخابات الرئاسة اليوغوسلافية يعكس رغبة شعب الصرب في تغيير ديمقراطي. وقالت تشاريما راينهارت المتحدثة باسم الحكومة في بيان مقتضب ان شرويدر وبوتين اتخذا موقفاً واحداً من هذه القضية خلال اتصال هاتفي بينهما أمس الأول الذي جاء في أعقاب زيارة المستشار الألماني لموسكو يوم الاثنين الماضي. وجاء في البيان اتفقا على أن النصر الانتخابي الذي حققه فويسلاف كوستونيتشا هو تعبير واضح لرغبة شعب الصرب في تغيير ديمقراطي في يوغوسلافيا . وأضاف البيان ان المستشار الألماني والرئيس الروسي ناقشا أيضاً سبل ضمان المجتمع الدولي لحدوث ذلك من خلال طرق سلمية وذكر ان الزعيمين سيظلان على اتصال بشأن مجريات الأحداث في يوغوسلافيا. وفي لندن ذكر تقرير نشرته صحيفة صنداي تليجراف البريطانية اليوم الأحد ان الرئيس العراقي صدام حسين أرسل كبار ضباط المخابرات العراقية إلى بلجراد لاسداء النصح للرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش حول كيفية الصمود في وجه أزمته السياسية الراهنة. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين في بلجراد ان الوفد العراقي الذي وصل يوم الاثنين الماضي إلى يوغسلافيا والذي يرتبط بعلاقات وثيقة بعدي الابن الأكبر لصدام، سيسدي النصح لميلوسيفيتش حول كيفية مقاومة التحدي الشعبي المتصاعد لحكمه. ويتزامن وجود الوفد العراقي في يوغسلافيا مع تقارير تفيد بتزايد شقة الخلاف بين ميلوسيفيتش وزوجته بشأن كيفية التعامل مع الأزمة السياسية التي تعصف بصربيا. وتفيد تقارير تلقتها أجهزة مخابرات غربية خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالية بان ميلوسيفيتش يتعرض لضغوط كبيرة من زوجته ميرا للتخلي عن الآمال في الاحتفاظ بالسيطرة والفرار من البلاد. يقال ان زوجته حريصة على ألا تلقى هي وزوجها نفس مصير دكتاتور رومانيا نيكولاي شاوشيسكو وزوجته ايلينا اللذين ارديا قتيلين بالرصاص بعد وقت قصير من الثورة التي أطاحت بهما عام 1989. وقالت صنداي تليجراف ان الصين وروسيا من بين الدول التي يمكن أن توفر المأوى لميلوسيفيتش وزوجته اذا ما أفلحت في اقناعه بالفرار من صربيا. غير أن وجود المسؤولين العراقيين يشير إلى أن بغداد أيضاً ربما تمنح اللجوء للرئيس اليوغسلافي.