بعد ست سنوات يقضيها الطفل في كنف أمه وأبيه واخوانه يلعب ويلهو كما يحلو له، ويطلب فيجد من يلبي له، ويبكي فيجد من يحتويه بين جوانحه وأحضانه،,, فجأة يجد هذا الطفل نفسه في مكان آخر، له قيوده وحدوده وأشخاصه، بالفعل انه أمر صعب,, ضع نفسك مكان هذا الطفل استشعر احساساته فستجده معذوراً في كل تصرف يتصرفه، لذلك رأى علماء النفس والتربية أن قيام الأسبوع التمهيدي بالمدارس الابتدائية ضرورة لابد منها لتهيئة الطفل نفسياً قبل كل شيء، ونجد أن هناك أطفالا يتأقلمون مع جو المدرسة في وقت قصير وآخرون يحتاجون إلى وقت أطول وهذا يبرز دور المعلمين والمرشدين، فتلك مسؤولية كبيرة لا يستطيع القيام بها إلا ذوو الخبرات التربوية المشهود لهم في هذا المجال، لأن هذا الأسبوع يترك أثره البالغ في نفسية الطفل، فذاكرة الطفل في هذه المرحلة العمرية تلتقط أشياء كثيرة وتحتفظ بها لذلك يجدر بنا أن نذكر أنه من الآثار السلبية التي قد يتركها هذا الأسبوع التمهيدي في نفوس هؤلاء الأطفال ان يتعامل معهم المعلمون بعصبية وبضيق صدر وبطريقة لا تمت إلى الأساليب التربوية بصلة فتكون النتائج عكسية، ويصبح قيام مثل هذه الأسابيع لا طائل منه، كما نرى أنه من الآثار السلبية ألا تهتم بعض المدارس بهذا الأسبوع وتغض الطرف عنه وكأنها تنكر أهميته مع أن هذا يترك الأثر على نفسية الطفل الذي يجد نفسه فجأة في قاعة الدرس بكل قيودها وكذلك يصعب من مهمة المعلم طوال العام الدراسي بما يقلل من تركيز الطالب في الحصة وبالتالي يضعف نفسية الاستيعاب والتحصيل لديه، فكما قلنا أن الطفل في هذه المرحلة من عمره على مفترق طرق، فمثلاً بعد أن تعود على التحدث باللهجة العامية مع أبيه وأمه واخوانه وأصدقائه وبقية أفراد مجتمعه، سيجد نفسه فجأة يقرأ ويكتب باللغة العربية الفصحى، ولقد أكدت الدراسات التربوية ان الطفل في هذه السن وما قبلها يستطيع ان يتقن أكثر من لغة وبطلاقة ودون أية أخطاء لأنه مهيأ فطرياً لذلك فهو في هذه السن يعتبر أرضاً خصبة ينبغي أن تزرع فيها بذور صالحة تأتي أكلها كل حين، وبالفعل فقد قامت بعض المدارس بتنظيم ندوات خاصة حول هذا الموضوع الفريد والتي أكدت الفوائد العظيمة لتنظيم الأسبوع التمهيدي,, وهذا تم تأكيده أيضاً من خلال الدراسات التربوية وكذلك المدارس التي أنشئت لهذا الغرض، وخطورة هذه المرحلة يتوجب علينا ضرورة الاهتمام بالأسبوع التمهيدي في كل المدارس بلا استثناء. وقد حقق الأسبوع التمهيدي نجاحاً كبيراً في المدارس الحكومية والخاصة بالمملكة نتيجة للإعداد المبكر له ومشاركة أولياء الأمور للمدارس باصطحاب أطفالهم عند التسجيل مما يتيح تعرف الأطفال على مرافق المدرسة وكيفية الاستفادة منها وتعلم البراعم لبعض الآداب والسلوكيات الإسلامية فضلاً عن اكتشاف المواهب الفنية عن طريق الرسم وأثناء الرحلات الترفيهية التي يشارك فيها الأطفال كل حسب موهبته سواء بتلاوة السور القرآنية القصيرة أو الشعر النبطي أو الألعاب والمسابقات المختلفة. وبالفعل فقد حصدت المدارس الثمار في نهاية الأسبوع التمهيدي بالدرجة التي تعكس أثر الجهد المبذول فقد لاحظنا بحكم موقعنا القريب اندماج الأطفال في جو المدرسة وكيف اصبحوا مهيئين للدخول إلى قاعات الدروس وبداية مرحلة جديدة من عمرهم. المستشار القانوني عياد ضيف الله العتيبي