الحمد لله القائل في محكم كتابه: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله,, الآية آل عمران آية 110 ,,وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ,,والاسلام منهج متكامل لابد من تطبيق جميع توجيهاته على الفرد والمجتمع اذا أردنا مجتمعاً يسوده الأمن والاستقرار والفضيلة,, وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد هذه التوجيهات والأوامر الربانية يجب التمسك والعمل بها على الجميع. ونحن ولله الحمد منذ تأسيس هذه البلاد على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله وأبنائه من بعده, وهذه البلاد تولي جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جل اهتمامها لما له من دور مهم في حماية المجتمع وصيانة أعراضه ونشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة وسد منافذ الشر وتوجيه الناس وارشادهم الى سلوك الطريق المستقيم,ورجال الحسبة هم الأطباء الحقيقيون للمجتمع لأن الأمراض الاجتماعية أخطر من الأمراض البدنية فالمرض الاجتماعي تنال أضراره المجتمع اذا هم تركوه مثل ترك الصلوات أو تبرج النساء أو السهر وجميع المنكرات، ورجل الحسبة أمام هذه المخالفات يكون كالطبيب يشخص الداء ويصف الدواء فيصح جسد الأمة والمجتمع,,أما الأمراض البدنية فانها أقل بكثير من الأمراض الاجتماعية خطرا فمريض البدن غالبا لا يتعدى الى غيره وبهذا يكون رجل الحسبة والدور الذي يقوم أساس بناء مجتمع تسوده الفضيلة والعفاف والأمن والأمان,ورجال الحسبة جنود مجهولون وحراس أمناء ورجال أوفياء، على المجتمع أن يقدر جهودهم ويعترف بفضلهم ويتعاون معهم ويشد من أزرهم وأن يتجاوز عن زلاتهم ان وجدت وأن يذكر محاسنهم ويذب عن أعراضهم, فهم بشر معرضون للخطأ والصواب كغيرهم فها نحن نشاهد ونسمع أخطاء غيرهم وقد تكون أكثر فداحة من الأطباء والمهندسين ورجال المرور ومع ذلك نجد من يغض الطرف عن هؤلاء, ويتصيد أخطاء رجال الحسبة ويعلنها بالمجالس, أوما علم هذا المسكين دورهم أمام ذئب يريد أن ينال من عرض وشرف محارمه حين وقفوا أمامه يسدوا الطريق أمام تحقيق شهواته, وأنت مشغول بأمورك الخاصة أو بوظيفتك,,ألا فليتق الله كل من أطلق لسانه في أعراض حراس الفضيلة أعداء الرذيلة,, وليعلم ان من سلك هذا المسلك لا يخرج من اثنين اما أن يكون صاحب هوى قد حرفه هواه أو في قلبه مرض شهوة عافانا الله واياكم من هاتين الخصلتين, ولكن ولله الحمد والمنة بدأ المجتمع وبشكل واضح يقدر جهودهم ويشهد بفضلهم ومنهم من منّ الله عليه بالهداية على أيديهم فكم أناروا من طريق لأناس كانوا في لجج الآثام منغمسين وللشيطان متبعين, ولكن أشرقت عليهم شمس الهداية ونور الرسالة بفضل الله ثم بفضل رجال الحسبة وفقهم الله وسدد خطاهم وجزاهم عنا وعن المسلمين خير الجزاء. علي بن سليمان الدبيخي