قبل أن ننضج فكريا وعاطفيا,,كنا نكيل الاتهامات لعشاق الصوت الكلثومي الرائع الخالد,, ونسخر منهم،ونتهكم على حماسهم الزائد، وانفعالاتهم التي كانت تبدو لنا مصطنعة، متكلفة ,, من خلال حفلاتها! هي الآن تجبر العاشق الحالم العاطفي الرومانسي ,, أن يحلق في عالم بديع ، جميل، مطرز بأحلام وردية,, رسمته هي ,, بصوتها القوي الراقي وأدائها الرائع المتمكن الذي يثير التناغم الوجداني لدى مستمعيها ويجعلهم يتفاعلون معها. نحن الشباب الآن نتحسر ألما، وغيره على من عاشوا, وعاصروا أغانيها في قصصهم الغرامية,, ففي رأي أنها جزء لا يتجزأ من أي حكاية حب حقيقية! أم كلثوم أبدعت كثيراً,, من خلال أغانيها كلها، فمثلا في (سيرة الحب) برأت الحب وأنصاره الحقيقيين من بعض المحسوبين على العشاق وهم لا يعرفون من الحب إلا اسمه. فقالت ياللي ظلمتوا الحب,, العيب فيكم يافي حبايبكم! أما الحب يا روحي عليه! . وهي بذلك أنصفت العشاق الذين يعرفون ان الحب هو لحن روحي خالد تعزفه الطبيعة ,, فتجعل أرواح العشاق تتراقص طربا للمحبين ,, فينظرون للكون بتفاؤل، وسعادة لا حدود لها. أم كلثوم سامحت ايامها، وصالحت الزمن، ونسيت آلامها,, عندما وجدت من يستحق كلمة حبيب، من خلال أغنية (أنت عمري). وحذرت العاشق الخائن الذي كان يتمتع في مشاهدة دموعها ألا يحاول ان يستغل الشوق وطيبة القلب لديها,, فنبهته قائلة لسه فاكر ,, كان زمان,, كان زمان وتهكمت على من يطلق كلمة أحبك جزافا , دون أن يعوا تبعاتها ، والتزاماتها العاطفية فقالت حب إيه الليجاي تقول عليه ,, انت عارف قبلي معنى الحب إيه . وشبهت العاشقين، ومشيتهما ,, بطفلين لا يحملان ,, إلا البراءة والعاطفة، و الصفاء الذهني. وهآنذا أهمس ,, في روح كل شاب يريد ان يتعرف على أصول الحب وطرقه أن يتمتعوا بالإنصات إلى أغاني ثومه سيدة الغناء في الوطن العربي، قبل أن يقعوا في فخ عشاق آخر زمن الذين يتخذون الحب سلاحا للوصول لمصالح شخصية ,, مادية , ,تسيء إلى الحب وعشاقه. وأيضا لمن خاضوا، وعانوا ، وقاسوا من عشاق آخر زمن لا تكونون صيدا سهلا، سريعا لهم، وأي دمعة حزن لا، لا فهم لا يستحقون,, حتى مجرد التفكير فيهم ولا تيأسوا ,, فله الدنيا بخير. أم كلثوم رحلت من زمان لكنها باقية ,, وستبقى ,, لدى كل عاشق,. يحمل قلباً ,, صافياً ,, طاهراً ,, يتمنى ان يعيش قصة حب حقيقية,,!!