جاء بمنظره الوقور، وسماره الكادح، وجلس يحتسي (فنجالاً) من القهوة التي طغى القرنفل (المسمار) على جميع مقاديرها. وامتص الفنجال برشفة كاد ان يلتصق بفمه,. وقال دون تمهيد: تعبت,, تعبت من مطاردة الركاب من طلوع الشمس حتى غروبها,, ولا أجد حتى قيمة البنزين. فقاطعته كعادتي: هكذا أنتم كنتم تتمنون أن تتاح لكم الفرصة لقيادة سيارات الأجرة، وعندما أتيحت لكم الفرصة أخذتم تتذمرون وتدعون بالويل والثبور, الرزق يحتاج للكدح والتعب. فتنهد وجلس على ركبتيه وقال: عن أي شيء تتحدث؟ إن هذا الشيب لا يحتاج منك الى نصيحة. يا ولدي المواطن لا يستأجر السيارة عندما يكون السائق سعودياً, هناك عزوف, فقلت على استحياء: لماذا لا ترتدي (سترة وبنطلوناً وكرفتة)؟ فضحك مستنكراً! وقال: (قديمة) لبستها وما زلت دون جدوى. يعرفوننا ومهما لبست فلن أجيد لباسهم، أمسح وجهي بالكرفتة، وأتململ من ضيق الملابس. ويدققون في وجوهنا فيتعرفون علينا إما بكي في الرأس أو الرقبة وهذه علامة فارقة. ورغم أنني لا اتحدث إلا بلغة الوافدين: أنا معلوم,, أنا فيه شغل خمسة سنة,, إلا أنهم يعرفوننا, فقلت له: ألم تبحثوا هذا الموضوع مع زملاء المهنة؟ فقال: بلى، يبررون ذلك بمبررات غير منطقية, منها أننا نكثر الكلام، أننا (ملاقيف) نتدخل فيما لا يعنينا. وأخيراً: أما آن الأوان ان نشجع أبناء الوطن على كسب رزقهم وهم لماذا لا يتركون (اللقافة)؟! سعد إبراهيم الثنيان النشاط الثقافي بإدارة التعليم