إعداد : سامي اليوسف : السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «المذيع.. عبد الرحمن الحسين.» فماذا قال.. * بدايتك الإعلامية جاءت متزامنة مع افتتاح القناة الرياضية السعودية عام (1423ه).. عايشت أبرز قيادييها.. كيف تصف ملامح تلك المرحلة في مسيرتك المهنية؟ - رغم أن بدايتي الإعلامية 1420ه، لكني لم أشعر بأني انخرطت مهنيا إلا عندما بدأت الجهد ضمن فريق عمل تأسيس القناة الرياضية عام 1423ه. لا يستطيع أن ينكر المرء شرف تلك التجربة وما أكسبتني إياه. ملامح مرحلة التأسيس اكتسبت حضورا رائعا يليق بانطلاقة واثبة واثقة، حيث كان هيكل القناة الرياضية البرامجي وطاقمها التنفيذي غير تقليدي وكسر رتابة كانت تجثم على صدر القنوات الحكومية. وهذا بلا شك تجلى وانعكس على مسيرة كل فرد عمل داخل تلك المنظومة بشكل مميز، وفي تلك المرحلة بالتحديد لا يمكن لمنصف أن ينسى جهود الأستاذ عبدالله المقحم (وإن اختلف معه الكثيرون) وكذلك جهود عبدالله المسواري وخالد سعد الدوس. * في القناة الرياضية السعودية تقلدت مناصب إشرافية وفجأة انتقلت إلى قناة الاخبارية هل كان انتقالك المفاجئ بسبب خلافات إدارية بسبب تلك المناصب؟ - رغم أني قمت باستحداث إدارة للمذيعين في القناة الرياضية وتسنمت إدارتها منذ التأسيس، وعملت مساعدا للمشرف العام على القناة الرياضية لشؤون البرامج، وكذلك مساعدا للمشرف العام لشؤون المتابعة والتخطيط، إلا أني آثرت الرحيل بصمت، وكأن السنوات التي قضيتها في القناة ذابت في ثوان ساد فيها الصمت بيني وبين عادل عصام الدين عندما أخبرته برحيلي. ياعزيزي كان رحيلي إرضاء لذاتي في فترة كنت بحاجة لذلك. رحيلي ليس بسبب خلافات إدارية وليست الإدارة طموحي وقد اعتذرت للأستاذ محمد التونسي عند قدومي للإخبارية عن تولي مهام إدارة المذيعين. * يلاحظ إبان وجودك في الرياضية تقديم البرامج الاجتماعية والشبابية تارة، وأخرى البرامج الرياضية، هل أنت ضد أو مع تخصص المذيع؟ - هناك من يؤيد تخصص المذيع في توجه واحد، وهناك من يؤيد شمولية المذيع بتنوع فنونه في تقديم كل البرامج، أنا مؤيد تماما لتخصص المذيع، ولكن من الصعب المطالبة بالتخصص وتطبيقه في ظل غياب المؤسساتية في العمل التلفزيوني الحكومي، لأن (الحاجات تنتهك المهنيات). * ستة أعوام ونيف قضيتها داخل دهاليز القناة الرياضية كيف تقيم تجربتك وبماذا خرجت من فوائد؟ - بكل صراحة، هناك اجتهادات تسير بالعمل نحو مرسى الرضا، ولكن في علم المنطق الاجتهادات لاتدوم، إما أن يذهب المجتهدون وإما أن يخمد الاجتهاد. وفي كلتا الحالتين تجد سير العمل متوقفا على أفراد ومواقف وليس على منهج مؤسسي. لذلك مازلنا ننتظر تأسيس أنظمة إدارية مرنة وكوادر مالية متقدمة تمنح الاستقلالية للتلفزيون حتى ينطلق للعمل الاحترافي. وبأمانة هناك قنوات تلفزيونية من مصلحتها سير العمل بطريقة الاجتهادات حتى تستفرد بأكل الكعكة الإعلانية السعودية، ولا أستبعد أن أولئك يعطلون كل لمحة تفوق للتلفزيون السعودي! * يلاحظ منذ انتقالك للإخبارية تركيزك على نشرات الاخبار والقضايا الاجتماعية والأمنية وابتعدت كليا عن البرامج الرياضية.. ما السر؟ - لعل أبرز برنامج قدمته العام الماضي هو البرنامج الأمني (همومنا) الذي جذب اهتماما كبيرا لكونه يناقش تجارب من عايشوا الفكر الضال وعرض على قنوات تلفزيونية كثيرة، وهو من إنتاج وزارة الداخلية، وتغمرني السعادة الكبيرة بإشادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية بطريقة إدارة حواري في البرنامج، حيث رشحتني لتقديم البرنامج نخبة من أساتذة الإعلام. أما القضايا الاجتماعية هي همي الأول وتوجهي الأساس. * تلقيت بعض العروض للانتقال من القناة الرياضية قبل أن تشد الرحال إلى الاخبارية.. لكنك رفضت.. هل مازال طموحك البقاء في أروقة القنوات الحكومية أم ماذا؟ - بصراحة حتى الآن لم أجد ما يقنعني بالرحيل! الطموح في العرف هو إرضاء القناعات وفق رؤية مستقبلية، لذلك إن جاء ما يقنعك فأنت بحاجة إلى تأمله. * الحياد سلوك مهني مطلوب في وسائل الإعلام بمختلف أنماطه وأنواعه وقنواته.. هل يوجد في وسائل إعلامنا الرياضي تحديدا هذه الصفة المهنية السلوكية بدرجة مركزة؟ - الحياد( مطلوب مفقود) خاصة في المجال الرياضي، هل تصدق - يا سامي- أن مذيعا يجري استطلاعا ميدانيا ويسأل مشجعا: (من تتمنى يفوز اليوم) فيقول المشجع: (أتمنى يفوز فريق ص)، فيقول المذيع: (إن شاء الله)!! هناك حد أدنى للحياد وهناك حد أعلى، والحياد قيمة مهنية عظمى، لذلك (ما لا يدرك كله لا يترك جله). * يقول الإعلامي المخضرم الدكتور بدر كرّيم: ما أخشاه على الإعلام الرياضي هو تيار التسول الإعلامي وإرهاصاته في الوسط الرياضي ما تعليقك؟ - صدق هذا الرجل في حديثه، والطامة الأكبر - يا سامي- أن هذا التيار بدأ يتشكل بملامح متغايرة وألوان مختلفة وأخذ ينحو في اتجاهات كثيرة! * كتبت قبل ثلاثة أعوام مقالة اقترحت فيها فصل النشاط الرياضي عن النشاط الشبابي وترحيله لجهة أخرى- وصاحب هذا الطرح رد فعل من الأمير سلطان بن فهد الذي تحدث معك بخصوص الفكرة.. ما المشاعر التي انتابتك والمسؤول الرياضي الأول يتحدث معك ويناقشك بذات الموضوع؟ - سأصدقك القول، المناخ الرياضي السعودي السائد صنع أفقا من الحرية المسؤولة الرحبة التي يحلق في فضائها كل صحافي، وهذه القيمة بلا شك أطرها طرفان، الأول: قيادة رياضية تستوعب وتقدر الدور الإعلامي، والثاني: وعي الإعلاميين في أطروحاتهم. نعم، كتبت مقالة عن ضرورة الاهتمام بالشباب ومناشطهم بمعزل عن الرياضة، وبالفعل هاتفني الأمير سلطان بن فهد وحدثني عن وجهة نظره في الموضوع وأنها تخالف رأيي تماما، وأنا متفائل بتوجه الرئاسة الجديد الذي ننتظره عاجلا وأعلن عنه الأمير نواف بن فيصل في منتدى الغد للشباب الذي عقد في الرياض، حيث أكد الأمير أن هناك استراتيجية جديدة للرئاسة ستبرز رعاية الشباب والاهتمام بشؤونهم بشكل مركز وكبير يشمل كل قطاعاتهم وشرائحهم. * كيف تقيم الدوري السعودي في نسخته الجديدة هذا العام (دوري المحترفين).. وهل الأندية بوضعها الحالي مهيأة للتعامل مع مكونات ومتطلبات الاستثمار الرياضي في ظل الاحتراف الجزئي المقتصر على فئة اللاعبين فقط؟ دون الاداريين؟ - (دوري المحترفين) هو الصيغة الأفضل حتى الآن، ولكن الاحتراف لدينا بحاجة إلى (استشاري عظام) حتى يجبر بعض الكسور فيه! فهذا لاعب يصرخ بأعلى صوته يستجدي من (يعالج إصابته) وثان يترجى الإدارة تصرف راتبه المتأخر 7 شهور، ولاعب ثالث في كل مقابلة تلفزيونية يتملق عضو شرف ناديه لكسب وده والفوز برضاه وأمواله!! * ماذا تقول لهؤلاء: = الأمير نواف بن فيصل - استقبالك لي وإشادتك بما أقدمه هو بمثابة تكريم من كريم، منحني طاقة ستدفعني بسرعة الضوء إلى أقصى ملامح الطموح. وبأمانة أنت وجه مشرق مشرف نفتخر به لنماذج القيادات الشابة في وطننا الحبيب. = الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله - طموحك عزز علاقة الاتحاد السعودي للسباحة مع المؤسسات المختلفة وساهم في نشر هذه الرياضة بين جميع فئات المجتمع ولاسيما الشباب (ومازلت أذكر هذه العبارات في أول تصريح لك عام 2001) = عبدالوهاب الفايز - أنت منجم للأفكار الخلاقة، وحب الناس لك هو ثمرة عطائك للآخرين، عند رؤيتي لك أدرك أن الأخلاق المهنية بألف خير. = محمد العبدي - أبو مشعل المهني الذي لايعرف التثاؤب عندما يقود العمل المهني في جزيرة الابداع بكل فكر ورقي ونضج وادب جم، لك كل حبي وتقديري وأنت تعلم ذلك جيدا. = عادل عصام الدين - بات الوسط الإعلامي الرياضي كأنه حقل ألغام، أعانك الله على استنارة الدروب الصائبة. = خالد الدوس - يجمعنا الود وعشق التاريخ، فهو صاحب صفحة رياضية تاريخية شهيرة، وأنا متفوق في التاريخ) من أيام معهد علمي شقراء)! = عبدالرحمن المنصور - تشكلت بين جوانحك كفاءة إدارية ومهنية حد الدهشة هنيئا لصحيفة الاقتصادية بشخصكم الكريم.