عمال من اليمن يجيئون مع مطلع الشمس مستبشرين ترف على شرفة الفجر (وزراتهم) كالبيارق نحيلون مثل الجريد ولكنهم عندما يبدأون العمل يصيرون مثل الحديد وتغدو سواعدهم كالمطارق أجراس ثمة أجراس في قلبك تقرع في حالات الألم الطاغي وبأقصى حالات الصمت تكفّ وبجانب روحك (أحساك) لا تذروها الريح ولا تستأصلها الكف وبقلبك أمل مثل القشة فوق رموش الأنى تمسك في كفك قلبك خوفاً من أن يسقط حين الجفن يرف موت تخيرت موتك فذاً فريداً لأنك آمنت أن الحياة قصيرة أونك تلقى المصير الذي قد تخيرت حيث الجميع سيلقي مصيره لذلك أنت نثرت دماءك فوق الرمال لأنك تعرف أن الدماء التي تتسرب بين رمال الصحاري تصير إذا أينع العشب زهراً يوشي صحاري الجزيرة سنابل بهذا الزمان المخاتل حراباً تصير السنابل رماحاً تصير الغصون الأنيقة تروساً تصير الوجوه الحليقة وتغدو الورود قنابل!!