شهد عام 2008م تغيراً ملحوظاً في تركيبة واردات القطاع الخاص الممولة عن طريق المصارف التجارية، حيث كانت تستحوذ واردات السيارات طوال الأعوام السابقة على النصيب الأكبر من التمويل المصرفي للواردات، وتزامن ذلك مع التغيرات الاقتصادية التي شهدتها الفترة السابقة فيما يتعلق بارتفاع أسعار السلع الغذائية المستوردة عالمياً ونقص في المعروض، مما نتج عنه ارتفاع إجمالي الواردات من المواد الغذائية بنسبة 53% ليصل حجمها في نهاية 2008م إلى 27.8 مليار ريال مقارنة ب18.1 مليار ريال في عام 2007م، ونتج ذلك عن ارتفاع في واردات الحبوب من 5.3 مليار إلى 7.7 مليار، والفواكه والخضروات من 286 مليون ريال إلى 454 مليون ريال، والسكر والشاي والبن من 363 مليون ريال إلى 1.1 مليار ريال، في حين هبطت قليلاً مجموعة المواشي واللحوم من 2.9 مليار ريال إلى 2.8 مليار ريال، وارتفعت مجموعة المواد الغذائية الأخرى من 9.1 مليار ريال إلى 15.7 مليار ريال. وتشير البيانات الإحصائية التي نشرت في تقرير مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) الصادر عن الربع الرابع من عام 2008 إلى ارتفاع إجمالي تمويل المصارف السعودية لواردات القطاع الخاص (الاعتمادات المسددة وأوراق تحت التحصيل) بنسبة 26% في عام 2008م، ليرتفع إلى 212.4 مليار ريال في نهاية العام مقارنة ب168.5 مليار ريال في عام 2007م، واحتلال المواد الغذائية القائمة بتمويل مقداره 27.8 مليار ريال، تليها واردات السيارات 25.7 مليار ريال، مواد البناء 19 مليار ريال، الآلات 13.6 مليار ريال، الأجهزة 5.8 مليار ريال، أما البند المجمع (سلع أخرى) فكان نصيبه 115.9 مليار ريال. وعلى جانب آخر تشير البيانات المتعلقة بالاعتمادات المستندية الجديدة والمفتوحة إلى أن إجمالي واردات القطاع الخاص الممولة عن طريق المصارف التجارية قد ارتفعت بنسبة 29.5% في عام 2008م لتصل إلى 172.2 مليار ريال مقارنة ب133 مليار ريال في عام 2007م، إلا أنها تشير في نفس الوقت إلى تراجع الاعتمادات المستندية المفتوحة الجديدة لواردات المواد الغذائية لتعود واردات السيارات إلى المقدمة، حيث بلغت الاعتمادات لتمويل واردات السيارات 21.3 مليار ريال، في حين كانت للمواد الغذائية 19.5 مليار ريال. وبالنظر إلى قائمة الدول المصدرة للمملكة جاءت واردات أوروبا الغربية في المرتبة الأولى، تتبعها واردات دول مجلس التعاون، اليابان، الصين، مجموعة الدول العربية، كوريا الجنوبية، أمريكا الشمالية، أوروبا الشرقية، أمريكا اللاتينية.