ورحل عام الأحزان,, بعد ان انتهينا من تقليب أوراقه,, وسهرنا لياليه,, وعشنا أيامه بكل ما فيها من ألم وجراح,, وودعنا فيه أغلى الأحبة والأصحاب الوداع الأخير. وصافحنا العام الجديد بقلوب مليئة بالتفاؤل والأمل بحياة سعيدة تكون أيامها وردية ولياليها حالمة,, لكن ما هي إلا شهور قليلة وتحطمت آمالنا على صخرة الواقع وماتت احلامي وهاجرت عني الأفراح وتوالت عليّ الصدمات من جميع الجهات,, فلا أكاد افيق من الصدمة المرة القاسية التي اصابتني برحيل أمير الإنسانية والشباب إلا وصُدمت بوفاة أعز وأغلى اصدقائي وأقربهم الى نفسي,, الدكتور سعود الفوزان,, الذي فُجعت بوفاته وكدت أفقد وعيي عند سماعي خبر وفاته,فقد كان رحمه الله انساناً بمعنى الكلمة,, يتحلى بالأخلاق العالية والصفات الحميدة والحب والاخلاص والوفاء والتضحية,, لقد كان بالنسبة لي بمثابة أخي أو أكثر فقد عشت معه عشرين عاماً,, صداقتنا امتدت منذ سنوات الطفولة وحتى تخرجنا من الجامعة واستمرت تلك الصداقة المخلصة نتبادل الزيارات ونتناقش في مشاكلنا وهمومنا,, آمالنا,,طموحاتنا. لكن في النهاية لا أملك إلا أن أقول: رحمك الله ياأخي وياصديقي ويا أغلى من سكن قلبي وجعل جنة الخلد بيتك,, وأنتم السابقون ونحن اللاحقون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, ولن أنساك ما حييت ياسعود فمكانك في القلب موجود. على مثلها من فجيعةٍ خانني الصبرُ فراقُ حبيب دون أوبته الحشرُ